الأقباط متحدون - هوامش على دفتر السفر1
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الاربعاء ١٠ سبتمبر ٢٠١٤ | نسئ ١٧٣٠ ش ٥ | العدد ٣٣١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هوامش على دفتر السفر1

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

مينا ملاك عازر
في حالة كتابة سلسلة المقالات، أحاول أن أكون مقيداً بألا أزيد عن ثلاث مقالات في السلسلة، ولأني لا أعرف إن كنت سأزيد عن ثلاثة في هذه المرة أم لا، قررت ألا يكون ما سأكتبه لك اليوم عزيزي القارئ سلسلة مقالات، ولكن هوامش على دفتر سفري الذي استمر ستة أيام تقريباً، ما حرمني من أن أقدم لك حلقة يوم السبت السادس من سبتمبر، وسأكتب تلك الهوامش بشكل منفرد حتى لا أتقيد بعدد.

أدركت أثناء سفري أن الإنسان يرى الأشياء من بعد أفضل في معظم الأحيان، ويمكن أن تنفتح أمامك آفاق كثيرة وعديدة للتفكير والتأمل، غالباً ما تكون منغلقة أمامك بفعل اقترابك من أشياء أخرى تشغلك عن رؤى وآراء جديدة.

في الأيام الست التي سافرتها كان يوم انقطاع الكهرباء الذي عم على مستوى مصر، كان هو اليوم الأسوء في انقطاع الكهرباء رغم أننا لم نتأثر كثيراً بذلك الانقطاع لوجودنا في أماكن مفتوحة ومشمسة منيرة وان كنا قد افتقدنا برودة التكييف وايضا الانارة حينما دخل علينا الليل ودلفنا لغرفنا واللهم إلا تاْثر آخر شعرنا به عند نزولنا لتناول وجبة الغذاء، فلم نجد أكل كافي، فالمسؤولين عن الطعام بالكاد استطاعوا القيام بعمل كم قليل لم يكن متناسب مع نزلاء المكان الذي كنت فيه، فكان الأكل الذي ينتهي لا يعاد وضعه على مائدة االطعام، فكان حظ من نزلوا مبكراً أفضل ممن نزلوا متأخراً وكنت منهم.

الأجانب بالمكان لم أرى عليهم ضيق من انقطاع النور، كما كانت لفتة ذكية من إدارة المكان حين استغلت الموقف وحولت العشاء إلى عشاء على أضواء الشموع وكأنها مقصودة أن يكون عشاء رومانسي، ولكن كانت الأزمة بشكل عام مسفة ومؤسفة ومخجلة.

كنت أظن أن أول الأماكن التي سيعود لها التيار الكهربائي هي الأماكن السياحية رفقاً بالسواح واحترماً لوجه مصر، لكن للأسف لم يحدث ذلك، فكان هذا يعني لي سوء للتخطيط، وسوء الترتيب للأولويات، أن تبقى الأماكن السياحية بلا كهرباء لأكثر من ثلاثة عشر ساعة، فإن كان علينا نحن سكان البلد أن نصبر كما يطلب الرئيس في أمر لا صبر فيه، إذ هو اساسيات الحياة، فالغذاء والماء والكهرباء والأمن هم اساسيات الحياة ولاطاقة لشعب على غياب أحدها أو جميعها لكن ليس على السواح الذين يدرون لنا عملة صعبة أن يصبروا على شيء لم يتعودوه في بلادهم.

آخر هوامش اليوم أنه لا شك أننا نعاني من سوء للتخطيط، واختيار التوقيتات لإجراء مناورات أو أي تجارب، ونعاني من سوء ترتيب لأولوياتنا وأفكارنا، ونعاني من ترهل وعدم فهم، كما أن لدينا بشر على مستوى عالي جداً من الاستفادة من المواقف كأولائك الذين أضاءوا الشموع في العشاء وأولائك الذين كافحوا وصبروا على بلاء انقطاع الكهرباء وطبخوا وقدموا طعاماً رغم أنه كان قليلاً لكنهم نجحوا في وقت فشل فيه مسؤولون كبار في الدولة في أي حاجة.
المختصر المفيد فليذهب أهل الثقة للجحيم، ولنأت بأهل الخبرة لعلهم يكونون أفضل.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter