تمتلئ السينما المصرية بالعديد من القصص التي جسدت جبروت المرأة واستغلالها لكافة الوسائل لإرضاء رغباتها وأنانيتها، وتحولت معظم هذه القصص إلى جزء هام من تاريخ السينما المصرية وبخاصة لبراعة القائمين بهذه الأدوار في تجسيدها، فلا يمكن أن يتم الحديث عن قوة المرأة وجبروتها دون تذكر الفنانة تحية كاريوكا في دور شفاعات أو الفنانة هدى سلطان في دور لواحظ.
هنومة
تعتبر شخصية هنومة التي جسدتها الفنانة هند رستم في فيلم باب الحديد من أكثر الشخصيات النسائية قوة في السينما المصرية، والتي يتمثل دورها في فتاة يعشقها شاب غير متزن عقليًا؛ فتشفق عليه حتى يتعلق بها أكثر ولكنها تنوي الزواج بآخر، وعندما تبدأ هنومة في الاستعداد للزواج، يقرر قتلها لكنه يقتل فتاة أخرى عن طريق الخطأ ويحاول إلصاق التهمة بخطيب هنومة، وفي النهاية يتم الإبلاغ عن قناوي كمريض نفسي ويتم القبض عليه.
شارك الفيلم في مهرجان برلين السينمائي الثامن، كما تم اختياره من قبل مصر للتنافس على جائزة الأوسكار لأفضل فيلم بلغة أجنبية ولكنه لم يترشح، ويعد أول فيلم عربي وأفريقي يطرح للتأهل لجائزة الأوسكار، تم تصنيفه في المركز الرابع ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.
شفاعات
ولا يمكن الحديث عن جبروت المرأة في السينما المصرية دون الحديث عن دور شفاعات في فيلم شباب امرأة والذي جسدته الفنانة تحية كاريوكا، والتي تمثل دورها في دور سيدة تعجب بفحولة شاب وتحاول غوايته وتنجح في ذلك ويمضى معها في هذا الطريق وينغمس في الرذيلة ويتعثر في دراسته إلى أن تساعده شابة قريبة له يعرفها منذ الطفولة في الخروج من دوامة الفساد التي غرق فيها مع شفاعات، وينصحه والدها بالابتعاد عنها فيحاول التحرر من أسر صاحبة البيت برغم مقاومة شفاعات لهذا التحرر.
شارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية في مهرجان كان السينمائي عام 1956 وتم تصنيفه في المركز السادس ضمن أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية في استفتاء النقاد.
لواحظ
أما شخصية لواحظ فتعتبر مثال للمرأة الشريرة في السينما المصرية والتي جسدته الفنانة هدى سلطان، والتي تمثل دورها في دور امرأة لعوب تتزوج من رجل ضعيف الشخصية أمامها، بعكس شقيقه صابر الذي يتعامل معها دائمًا بقسوة، فتحاول الاقتراب من شقيقه بكافه الطرق، وتنتشر الشائعات حول خيانة لواحظ لزوجها مع شقيقه؛ فيقرر الزوج الثأر من أخيه، ولكن لواحظ تقتله، وتنتهي قصة لواحظ على يد شقيق زوجها الذي يقتلها انتقامًا.
نهى
أما شخصية نهى في فيلم امرأة هزت عرش مصر والتي جسدته الفنانة نادية الجندي، ودارت قصة الفيلم حول حادث تصادم يتعرض له الملك فاروق يتعرف أثره على الطبيب يوسف رشاد وزوجته نهى وهي امرأة طموحة يدفعها طموحها إلى استغلال كل شيء من أجل الوصول إلى هدفها، تستطيع أن تحصل على إعجاب الملك.
ويلحقها بالعمل في القصر كوصيفته، تحاول نهى الصعود اجتماعيًا من خلال ضعف شخصية الملك، خاصة بعد أن يتم تكليف الزوج بتكوين الحرس الحديدي، ثم تنفصل عن زوجها ويطردها الملك، فتغدو عشيقة لمصطفى كمال، وتنادي بالوقوف ضد الملك، وتعمل على تكوين خلية سرية مع الضباط الأحرار الذين تساعدهم، حتى تنقذ الثورة من المخاطر.
نعمة الله
جسدت دور "نعمة الله" في فيلم وكالة البلح الفنانة نادية الجندي، والتي تزوجت أكثر من تاجر وتستغل علاقتها بأمجد الموظف الكبير الذي يمدها بأسرار الصفقات.
ولا تتورع عن قتل من ينافسها، إلى أن تقابل عبدالله وتعجب به وتتزوجه وتجعله سيد الوكالة الذي يتولى شئونها مما يثير غضب عبدون زوجها السابق الذي يقوم بخدمتها بعد إفلاسه، ثم يتركها عبدالله بعد أن يتعرف على حقيقتها؛ فتحاول نعمة الله استعادة عبدالله لكنه يرفض فتنتقم منه بأن تدبر لقتل أمجد حتى لا يجد من يسانده كما تحرض نعمة الله أعوانها على سرقة بضاعة عبدالله.
ويوهم عبدالله المرأة بعودته إليها ويستدرجها حتى تعترف بجرائمها، تصل الشرطة ويتم القبض على نعمة الله، ويمسك عبدون ببلطة ليقتل بها عبدالله لينتقم منه، لكن نعمة الله تفتديه وتلقى مصرعها أمام الجميع.