بقلم: مايكل دانيال
لم يعرف أحدهم شيئاً عن معاناته تلك التي حاول قدر طاقته ان يخفيها عن أعين كل من هم حوله ..
كان دائم ألابتسام ، ربما ليٌخفي ملامح الخوف التي أمتلاًت بها روحه .
أستيقظ مبكراً كعادته ، لمحه في المرآه و هو يغسل وجهه ، ندت منه التفاته عصبيه سريعة الي الخلف الا انه لم يجد شيئاً حوله !
ذهب الي حجرته ليستبدل ثيابه ، ثم نزل مسرعاً علي الدرج ليستقل تاكسي الي محل عمله .
فتح باب مكتبه و هو يٌلقي بتحية الصباح علي كل من صادفهم في طريقة الي المكتب و هو يحمل علي وجهه أبتسامة رقيقه و صافية ، ثم دلف الي مكتبه أخيراً و اغلق الباب خلفه ... وقف برهه أمام مرآه مثبته في أحد اركان المكتب كقطعه ديكور ، لمحة ثانياً و للمرة الثانية ايضاً ينظر خلفة في التفاته عنيفة و لا يجد شيء !!!!
عاد الي المنزل بعد يوم طويل ، زحام الاشياء حولة لا يثير فضوله ، فقد كان عاشقاً لعزلته و التي فرضها علي نفسة طواعيه ..
كان يغالب النعاس حين أمسك بكتاب هام ، حاول ان يقرأ فيه بضع سطور الا انه فشل ، فوضع رأسه علي الوسادة ..
وجد نفسه مٌلقي علي الارض بلا حول و لا قوة .. حاول النهوض الا انه فشل ..
رفع عينه الي المرآه ، و امتلأ بالرعب حين رأه أمامه ، أخذ يدقق في ملامحة التي تشبهه هو الي حد كبير بأستثناء بعض الشيب الذي خط في فوديه و رأسه ..
لم يعط احدهما الاخر فرصة للحديث ... و قبل ان يهم بالنهوض ، ربما ليهرب منه ، رن جرس المنبه الخاص به ..
كانت عقارب ساعته الفوسفورية تشير الي الساعة الخامسة الا ربع ، كان الوقت مازال باكراً جداً علي النهوض من الفراش ...
هز رأسة في عنف ، فهو لا يريد الأستسلام للنوم ثانياً ...
أشعل الاباجورة الموضوعه علي نضد بجانب سريره ، الا انها لم تشتعل ..
أمسك بعلبه السجائر و اخرج أحداها هو جالس علي السرير قبل ان يشعل احد اعواد الثقاب ليشعلها به ..
راه في المرآه ، علي ضوء وهج عود الثقاب المشتعل ، فقرر ان يغالب خوفه و يكون هو القاتل هذه المرة بدلاً من ان يكون هو قتيل رعبه ككل مره .. اراد هذه المره ان يقتله ، ربما ليتخلص منه و الي الابد ..
أمسك بعلبه الثقاب و اشعلها العود تلو الاخر و هو يلقي بالأعواد المشتعله ناحيه المرآه ..
امسكت النيران بتلابيب مفرش السرير .. وقف مذهولاً للحظات قبل ان تتصاعد السنة النيران و الدخان حولة ..
سمع صوت طرقات علي باب الشقة ، و كان احد الجيران الساكنين في الدور الذي يعلوه و زوجته ..
صرخت الزوجة في هلع بينما سحبه زوجها الي الخارج قبل ان يدخل الي الحمام مسرعاً ليحضر اناء به ماء ليطفيء النيران قبل ان تمتد الي باقي الشقه ..
اطفيء الزوج النيران قبل ان يذهب اليه و يسأله :
- هل انت بخير ؟؟
نظر اليه بأبتسامه دون ان يجيب ، ثم صعد مع هذا الجار و زوجته الي شقتهما ، و ما ان دلف الي الردهه حتي وجد نفسة وجهاً لوجه أمامه ... و ما افزعه أكثر انه وجده يبتسم له بهدوء بنفس الابتسامة التي تعلوا وجهه هو وكان يحمل ايضاً نفس ملامحه تلك التي يراها جميع من يراه كل يوم !
سحبه الزوج بدهشه من أمام المرآه ، ثم ساعدة في الجلوس علي كرسي وثير قبل ان يذهب الي المطبخ ليساعد زوجته في أحضار مشروب لضيفهما الذي اسند رأسه علي مسند الكرسي و غط في نوم عميق و علي وجهه نفس الابتسامة بعد ان اطمأن الي فكرة تصاعدت وتيرتها بعنف الي رأسه الي انه يوماً ما ســ يقتله !