حكمت المحكمة بانتظار عزرائيل حتى يقبض روح حسني مبارك، ولا يكون هناك استشعار بالحرج.

لقد اختصرنا جرائم مبارك خلال ثلاثين عاما في ثمانية عشر يوماً، ثم اختزلناها في قضية قتل المتظاهرين حتى تتيه القضية بين عشرات من المتهمين، وعُرض علينا مئة وستون ألف صفحة لنــصدر حيثيات الحُكم في ألفي صفحة لن يقرأها أحد.
 

وقمنا بالتأجيل ثم التأجيل لكن ملك الموت لا يريد أن يقبض روح المجرم.

لذا تعلن هيئة المحكمة اليوم في 27 سبتمبر أنها لن تطيع عدالة السماء أو الأرض، ولقد أفرجنا عن عشرات اللصوص والمجرمين من رموز مبارك ولن نسمح لأحد أن يمس جبابرة الطغاة والاجرام من كلاب القصر، فنحن هنا لحمايتهم حتى آخر لص.
 

حكمت المحكمة بالبصق في وجوه أبناء الشعب المصري، واحتقار الثورة، وازدراء العدالة السماوية، والكُفر بتعاليم الله، وبالوقوف مع مهيني ومعذبي ومذلي المصريين أينما وجدناهم.
 

مئة وستون ألف صفحة في قضية قتلى المتظاهرين، وإذا ضممنا إليهم أوراق ثلاثين عاما، التي رفضنا محاكمة النظام عنها، فستصل إلى حوالي 24.564,678 ورقة نحتاج نحن عدالة المحكمة إلى حوالي ثلاثمئة وسبعين عاما وخمسة أشهر، وسبعة أيام للاطلاع عليه.
 

حكمت المحكمة على الشعب المصري بلصق ختم أحمر على القفا، لا يزول إلا بعد النزول إلى القبر.

عاش القضاء المصري النزيه

عاشت السذاجة والهبالة والعباطة والقداسة والطاعة العمياء.

عاشت العبودية للأسياد وأصحاب المال وموزعي صكوك الدين.

طائر الشمال