الأقباط متحدون - الدكتور برزي النحال .. الملاك الذي كان بيننا
أخر تحديث ٠٧:٠٣ | الاربعاء ١ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢١ | العدد ٣٣٤١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الدكتور برزي النحال .. الملاك الذي كان بيننا

الدكتور برزي النحال
الدكتور برزي النحال

بقلم / أحمد مصطفي
يمنح الدواء المجاني للأطفال والفقراء، وفي الوقت ذاته يمحو آلام التعساء في المدارس الحكومية الجافة عبر تعليمهم لفنون الرسم والتصوير، فهو طبيباً يؤمن برسالته كيفما يؤمن برسالة المسيح نحو المحبة والسلام، لذاكان عطاءه الإنساني في طب القلوب والأجساد، ولهذا كان في تساميه الطبيعي جداً أن لا يعرف لون أو دين أو عمر أو وضع إجتماعي حتي أشتهر بصورته الملائكية تلك بين أهل الصعيد، التي رواها عنهم الأديب الشهير الراحل محمد مستجاب من قبل في مقال لم أعثر عليه بعد، إلا أن الحكايات توالت لتصلني عبر إبنه الأديب الراقي الكبير محمد محمد مستجاب، ثم وجدت لها ذكراً آخر جميلفي رواية أدبية بعنوان "مرايا الروح" للكاتبة بهيجة حسين وهي إبنة بلدته والتي قالت في إحدي مقالاتها بمجلة نزوي العمانية واصفة لقائها به حينما كانت طفلة لتقول "كانت لذة تقطر العرق من مسامي ليجري نهر على مفرش المنضدة، حولت مجرى النهر بأصابعي منذ ثلاثين عاما سألته وأنا قابضة على يد أمي: هل ستعطيني حقنة يا دكتور برزي: ابتسم وقال : لا ،سوف أعطيك علبة ألوان".

هكذا كان الدكتور برزي النحال السائر في طرقات ديروط وقراها لينشر البسمة علي وجه التعساء ويعالج المرضي الفقراء دون مقابل بل ويمنحهم الدواء في أمر عز وجوده في الوجود بل أكاد أجزم أنني لم أقابل مثله قط في حياتي ولم أري شبيهه قط، ولكنها رسالة طبيب نقي يحمل مشاعل النور والحب الدافئ بين طيات ثوبه الناصع البياض كلون ملابس الحجيج الطاهرة المبذولة قرباناً للإله، يحدث لك اليقين في ذلك أيضاً عندما تري زحام المساكين حول بيته وعيادته وهو أمر لا يطيقه إلا قديس أو ملاك من السماء، وهكذا كان الدكتور برزي حتي صار ضمن أعلامنا التي تستحق الخلود عبر إرثها الخير والنبيل في ميراث الإنسانية الباقي ما دام هنالك وجود.

ولكن ورغم هذه الملائكية إلا أن قلب الشيطان الحاقد تأبي أن تترك الضياء، وهكذا أقدم أثنان من الإرهابيين أبناء إبليسعلي إطلاق الرصاص عليه أثناء عمله في عيادته الطبية، فأوقعوا سماعته وأدوات رحمته وكسروا ريشة ألوانه بينما هو يصعد للسماء لينال الشهادة بالعام 1992م، عن عمر يناهز الخمس والستين عاماً قضاها في محو السواد الطاغي علي قلوب المتعصبين الذين لم يدركوا بعد منشأ البشرية الواحد وغاية الإله من إستخلاف الإنسان في الأرض ليعمرها لا ليخربها، وليبنيها لا ليفنيها.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع