الأقباط متحدون - بزوغ نجم الجهاديين في سوريا والعراق
أخر تحديث ١٤:٣٦ | الأحد ٥ اكتوبر ٢٠١٤ | توت ١٧٣١ ش ٢٥ | العدد ٣٣٤٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

بزوغ نجم الجهاديين في سوريا والعراق

الدول الغربية تبحث جماعات تثق بها في العراق وسوريا
الدول الغربية تبحث جماعات تثق بها في العراق وسوريا

 كان محتجون في سوريا على ضربات جوية أمريكية خلفت ضحايا مدنيين، يحملون لافتة كتب عليها: "هذه مؤامرة صليبية عربية، حرب على جميع السنة".

لا عجب أن يقتل القصف بعض المدنيين، فقوات "الدولة الإسلامية" صغيرة نسبيا، وغير نظامية، وهم منتشرون وسط السكان.
ولكن في المناطق الريفية، حيث معاقل السنة، أغلب مقاتلي "الدولة الإسلامية" من العشائر. "فالجهاديون ليسوا وباء أجنبيا". لقد نشأوا في أرض العراق وسوريا.
في البداية، كانت انتفاضة الربيع العربية تعد بالديمقراطية بعيدا عن تنظيم القاعدة، وفروعها.
ولكن بعد عامين من الحرب الأهلية في سوريا، أذكر أنني صادفت ضابطا كبيرا في الجيس السوري الحر، من الذين يصنفهم الدبلوماسيون الغربيون بأنهم علمانيون معتدلون.
وعرفت بعدها أنه ظهر في شريط فيديو على يوتيوب إلى جانب قائد من الجهاديين الشيشان المعروفين بالإسراف في القتل، يقول "نقبل اليد التي تطلق النار على الأسد".
وكلما ترسخت الحرب الأهلية تغير المعارضون المسلحون. بعض الذين أعرفهم ليسوا ملتزمين بالدين أصبحوا يشحذون كلامهم بالآيات القرآنية.
ويعود ذلك جزئيا إلى أن المقاتلين الذين كانوا يخاطرون بحياتهم كل يوم، ويتحدون الموت، أحيوا وعززوا إيمانهم.
ومن جهة أخرى، يئسوا من المساعدة الغربية لهم، وفي المقابل لجأوا إلى الجهاديين، الذين يمولهم أثرياء الخليج.
من الظل
وكانت جبهة النصرة، الذراع السوري لتنظيم القاعدة، واحدو من هذه الجماعات الجهادية، وهي الآن تتعرض للقصف مع تنظيم "الدولة الإسلامية".
التقيناهم في يناير/كانون الثاني عام 2013، وقد خرجوا لتوهم من الظل.
قبلت هذه الجماعة المنغلقة والمهابة الحديث إلينا. سألتهم إذا كان الجهاد سيتواصل إذا رفض السوريون ديمقراطيا هدف إقامة دولة إسلامية، فأجاب قائدهم: "هذا لن يحدث".
وأضاف: "سوريا بلد مسلم، والشعب يحب الإسلام، سئم من الأنظمة العلمانية. يستحيل أن يرفض الشريعة".
تتميز جبهة النصرة بالتنيظم الجيد ووفرة التمويل، وأعضاؤها أقل انغماسا في النهب والاختطاف، الشائع عند فصائل من الجيس السوري الحر.
وأصبحت بسرعة واحدة من أقوى الجماعات المعارضة المسلحة. وبدأت معارك شرسة ضد الجهاديين الذين يشكلون حاليا تنيظم "الدولة الإسلامية".
وانضمت جماعات معارضة أخرى إلى جبهة النصرة في قتالها، ووقعت العام الماضي على بيان رقم واحد تحالف بينهم ينفصلون فيه أيضا عن الائتلاف السوري المعارض الذي تدعمه الدول الغربية.
حرب داخل حرب
حديث عن انتشار الفساد وسط أجهزة الأمن العراقية
كان البيان رقم واحد دليلا واضحا على أن المعارضة المسلحة تقاتل من أجل الشريعة وليس من أجل الديمقراطية، وهو ما أفرغ السياسة الغربية من محتواها.
وأصبح من الصعب على الحكومات الغربية أن تجد جماعة معارضة تدعمها في الانتفاضة السورية.
وفي أثناء ذلك اندلعت حرب أهلية داخل الحرب الأهلية. فقد نشبت صراعات بين مختلف الجماعات الإسلامية المتشددة.
فقد أبعدت جبهة النصرة والجماعات الأخرى تنظيم "الدولة الإسلامية" من حلب، إلى قواعده في الرقة.
وولى التنظيم، الذي يتمتع بالمرونة، شطر العراق. وهناك وجدوا ضالتهم في مظالم السنة ضد الحكومة التي يقودها الشيعة، فسيطروا على هذا العام على الموصل، ثاني أكبر مدن العراق.
ويعزى هذا إلى انتشار الفساد الواسع وسط أجهزة الأمن العراقية، كما أن الجنود الشيعة لم يريدوا القتال من أجل مدينة ذات غالبية سنية مثل الموصل أو تكريت، بينما يرى الكثيرون من السنة الحكومة التي يقودها الشيعة بأنها موغلة في الطائفية.
وغنم تنظيم "الدولة الإسلامية" في الموصل أطنانا من الأسلحة والذخائر، ومئات العربات العسكرية والمدرعات. كما أنه استغل الدعاية، فحشد شباب السنة إلى صفوفه. وتمكن التنظيم في سوريا من الهجوم مرة أخرى.
فالجهاديون يقتربون ويتقدمون باتجاه عين عرب (كوباني)، ويعرف الأكراد أنه عليهم إيقافهم هناك وإلا فقدوا البلدة.
وقال الأكراد إن الضربات الجوية لم تمنع مسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" من التحرك لمواجهتهم. ويطالبون بتدخل غربي أكثر حزما.
وصور مسلحو التنظيم أنفسهم على طريق عين عرب (كوباني) سعداء ومرتاحين. فهم يعتقدون أن النصر في متناول أيديهم.
ولكن البلدة فيها قوات كردية من المشاة يمكنها أن تستفيد من الضربات الجوية الأمريكية، وقد يحتاج الأمر إلى تكثيف الضربات لتنقلب موازين القوة.
ويجد في مناطق أخرى من سوريا مئات الجماعات المسلحة السنية أغلبها متشددة.
وتتحدث جبهة النصرة عن إمكانية الاتحاد مع غريمها السابق تنظيم "الدولة الإسلامية" وقد تنضم إليها جماعات أخرى.
ولكي تنجح الضربات الجوية في سوريا، ينبغي أن تجد الدول الغربية شركاء موثوقين بين الجماعات المعارضة، وهو الأمر يجتهدون لتحقيقه منذ ثلاثة أعوام من الحرب الأهلية.
وهذا من بين الأسباب التي جعلت السياسيين يحذرون من أن الصراع مع تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يأخذ وقتا طويلا.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.