عرض/ سامية عياد
لباقته وحكمته ادهشت معانديه
"لأنى أنا أعطيكم فما وحكمة لا يقدر جميع معانديكم أن يقاوموها أو يناقضوها" هكذا وعد الرب قديسيه أن الحكمة والفم اللذين يهبهما الروح لهم لا يقدر جميع معانديهم أن يناقضوهم وهو ما تحقق مع الشهيد استطفانوس الذى استشهد سنة 32م ، ووعثر على قبره سنة 415م ، .
يحدثنا نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا عن الشهيد استفانوس قائلا : هو اليهودى السكندرى ذو الثقافة الهلينية الذى اطلق عليه "إكليل" ، و"شلشليل" ، سمع عن يسوع فجاء الى أورشليم وتعمد على يد القديس بطرس وسيم شماسا ، كان فيلسوفا ضليعا فى الكتب وشارحا للإنجيل ، وقف أمام مجمع المحررين الذى يضم يهودا متعددى الجنسيات يشرح تدبير الله للخلاص ، مختصرا تاريخ اليهود وكيف أضاعوا الفرصة تلو الأخرى واضطهدوا الأنبياء ، بل وقتلوا المسيح نفسه ، حتى أدهشهم بلباقته وحلو حديثه ولكنهم سرعان أن سدوا آذانهم عن سماعه ووثبوا عليه ليقتلوه "فصاحوا بصوت عظيم وسدوا آذانهم، وهجموا عليه بنفس واحدة ، وأخرجوه خارج المدينة ورجموه".
مثلما هتف اليهود فى البداية للمسيح "خلصنا" ثم سرعان ما صرخوا طالبين صلبه هكذا حدث للقديس استفانوس ومثلما طلب الرب الغفران لصالبيه طلب استفانوس أيضا عن راجميه "يارب ، لا تقم لهم هذه الخطية" وكما قال المسيح "يا أبتاه ، فى يديك استودع روحى" ، هكذا طلب استفانوس من الرب أن يقبل اليه روحه "أيها الرب يسوع ، اقبل روحى" ، وقد رأى استفانوس المسيح قائما عن يمين العظمة ومن هنا يطلق لقب "شهيد" على من يموت على اسم المسيح لأنه يشهد له ويشاهده معا.
لقد اكتسب استفانوس شهرة كبيرة فهو رئيس الشمامسة، وأول من ذكر فى الكتاب كشماس، وهو أول الشهداء ، بل أول شهيد بين اليهود بعد المسيح ، وكان شابا وسيما فى مقتبل العمر "وجهه كأنه وجه ملاك" ، اشتسهد فى الثلاثينات من عمره ولو قدر له أن يحيا نفس عمر القديس بولس الرسول الذى استشهد فى الستينات كان سيصبح بولس آخر ، وما يزال هناك "باب استفانوس" فى أورشليم وهو الباب الذى أخرج منه ليرجم ، وباستشهاده انتقلت الكرازة الى خارج أورشليم.