الأقباط متحدون - ياريس .. نظرة للمشروع الثقافي
أخر تحديث ٠٠:١٨ | الأحد ٢٦ اكتوبر ٢٠١٤ | بابة ١٧٣١ ش ١٦ | العدد ٣٣٦٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ياريس .. نظرة للمشروع الثقافي

بقلم : مدحت بشاي
medhatbe@gmail.com


فاكر اليوم ده كويس قوى خالص.. يوم صعب، يوم غربت فيه الشمس من أول النهار، وليلة ما بان فى سماها قمر، يوم أعلن مندوب السلطان الإخوانى فى زمن الخراب المستعجل تعيين وزير ثقافة جديد إخوانى أومحب أو متعاطف أو إخوانى بس مش إخوان، له انتماء لجماعة «أولاد البنا»، فاحتشد أهل الفكر والثقافة والفنون فى أكثر من موقع ثقافى حكومى وخاص، رفضاً للقرار وللزمن اللى تولى فيه وزارة الثقافة رجل له مثل تلك الانتماءات والولاءات الظلامية، فضلاً عن غياب الخبرة وافتقاده الكفاءة المؤهلة للمنصب، وعليه كان الاعتصام على باب الوزارة وداخل مكتب الوزير لاستشعارهم بخطورة استمرار وجوده على كرسيه، وظل الجميع فى حالة صمود رائعة تحت مظلة تشكيل جديد «جبهة الإبداع» يقاومون صدور قرارات إقصائية للكفاءات من قبل الوزير وفق أجندة عمل كريهة مكلف بها، وظل الأمر يتصاعد حتى كان الانضمام إلى ملايين 30 يونيو لإسقاط النظام الحاكم بعد رفض الشعب وجودهم على سدة الحكم أكثر من سنة ولو ليوم واحد، وراح الوزير وحكومته ورئيسه فى الوبا.

دول أهل الثقافة والتنوير، وأحلامهم ياريس كتيره وكبيره فى عهد جديد أن يكفل لهم فيه المشرع وسلطات التنفيذ حرية الفكر والإبداع، بعد الانعتاق من نظم الاستبداد الدينى، وقبله الانفلات من ظلم طواغيت الاستبداد السياسى.

نعم يا أول رئيس منتخب بجد، يناشدكم أهل وناس القوة الناعمة إعادة الروح فى أوصال جسد المؤسسة الثقافية وبلسمة جراح قياداتها ورموزها الفاعلة والمستنيرة تمييزاً لهم عن أهل الإدارة البيروقراطية، والتى قد يهمل عبرها أهمية كل عناصر دفع العمل الثقافى، على طريقة إهمال البحث عن المسمار المثبت لحدوة الحصان، فيكون فقدان الحدوة لنفقد بعدها الحصان، ليتقاعد فى النهاية الفارس ونخسر جميعنا السباق مع أن عناصراللعبة جميعها موجودة !!!
نعم.. ياريسنا عناصر اللعبة الثقافية والتنويرية موجودة، أسس لوجودها بفطنة ووطنية ونظرة مستقبلية الدكتور ثروت عكاشة، فكان إنجاز بيوت للثقافة (على سبيل المثال) فى كل محافظات مصر كآلية تواصل ثقافية تنويرية هامة وعظيمة الشأن بأهالينا.. أذكر (على سبيل المثال) بأن فى أزمنة الوهج الثورى الناصرية أن أعلن قصر ثقافة كفرالشيخ عن سهرة ثقافية مع الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سليمان جميل ووجهت الدعوة بشكل خاص لشباب الشعراء بالمحافظة، وأذكر يومها كيف كان أبى- رحمه الله- حريصاً على حضورنا تلك الفعاليات الثقافية ككل أولياء أمور أطفال وشباب زمن التفاعل الإنسانى الرائع بين الشعب ورموز قوته الناعمة، ولن أنسى ما حييت كيف احتشد أهالى القرى والنجوع والبنادر بأعداد كبيرة، وغنّى الناس حتى مطلع الفجر بتحريض «جاهيني» للوطن ورقصوا لإنجازات زمن ناصر التى وثقها «جاهين» فى أغانيه.

وإذا كان ثروت عكاشة قد حرص على وجود بنية أساسية للعمل الثقافى بإنشاء وإعداد مؤسسات أكاديمية وفنية لرعاية أصحاب المواهب الفنية وتأهيل الكوادر القادرة على التدريب وإدارة العمل الثقافى، فإن الفنان فاروق حسنى قد استكمل بناء جوانب أخرى من تلك البنية، فكان إنشاء المنظومة الرائعة للمتاحف، ورغم ما واجه من حروب مع العصابات الظلامية التكفيرية، فقد تواصلت فى عهده مهرجانات الفن المحلية والإقليمية والعالمية، والقرار الرائع بإنشاء متحف الحضارة المصرية العالمى، وأرى أن جريدة «القاهرة » هى واحدة من أهم إصدارات الوزارة لتفرد مادتها واهتماماتها التنويرية، وباختيار الكاتب الكبير والمؤرخ الرائع صلاح عيسى رئيساً لتحريرها، وأحلم بدعم الإصدار ليصبح الإصدار بشكل يومى، بمناسبة الاحتفال بالعام العاشر على إصدارها.

يا ريس.. إن فى دعم المشروع الثقافى المصرى، واستكمال كل آليات تفعيله، جنباً إلى جنب، مع تطوير المنظومة التعليمية، السبيل الأهم لتبديل ومجابهة سلوكيات الفهلوة والكسب الحرام، والخطاب الدينى المحرض على التطرف والفساد بكل أشكاله.. فى مقال قادم الحديث عن حلم مشروع ثقافى متكامل لبلد مؤهل لتحقيقه.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter