عرض: سامية عياد
"بمجد وبهاء تكلله ، تسلطه على أعمال يديك" هكذا ترنم معلمنا دواد النبى للمجد الذى ناله الإنسان من الله خالقه .
القمص بنيامين المحرقى يحدثنا عن الكرامة التى وهبها الله للإنسان قائلا : الله خلق الإنسان بمشورة مسبقة بمعنى أن كل كائن قبل أن يخلق هو موجود فى ذهن الله منذ الأزل كفكرة أو كصورة
أو كنموذج ، الله هو الخالق الأزلى ، ينفذ عملية الخلق فى الوقت الذى يحدده هو ، ففى لحظة ما يريد الله أن يوجد هذا الكائن فتتحقق إرادته وعندما خلق الله الإنسان قال"نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا" وهو ما يدل على مقدار الكرامة التى وهبها الله للإنسان الذى لأجله خلق السماء والأرض والبحر وكل مخلوقات الكون .
كما أن الأرض كلها هيئت لوجوده فقد خلقه الله آخر كل المخلوقات لأنه الأكثر كرامة من العالم تماما مثل ملك اعتزم أن يدخل مدينة فإنه يسبقه الى هناك رؤساء الجيش والقادة والحراس وكل العبيد حتى يهيئوا كل الأمور لاستقباله بكرامة عظيمة ، هكذا الإنسان مثل ملك قبل قدومه سبقته الشمس وجرت قدامه السماء وكل شىء صار وأعد حينئذ دخل الإنسان الى العالم بكرامة عظيمة .
بكلمته خلق الله العالم بما فيه الملائكة وأعطى قوانين لكل العالم ، أما الإنسان فقد خلقه الله بيديه نفسها أخذا جزءا رقيقا ونقيا من الأرض ثم وحده بجزء من قوته كما يترنم داود قائلا "يداك صنعتانى وأنشأتانى ، فهمنى فأتعلم وصاياك" .
لقد اعطاك الله أيها الإنسان كرامة عظيمة عن باقى المخلوقات ، مثل ملك هيأت كل الأمور لاستقباله "من أجل تعطفاتك الجزيلة ، كونتنى أذ لك أكن ، أقمت السماء لى سقفا وثبت لى الأرض لأمشى عليها.." ، أيها الإنسان ما الذى تقدمه الى الله خالقك ومكرمك ....