الأقباط متحدون - الشيخة موزا: الطاقة المحركة لجهود قطر في نشر التعليم
أخر تحديث ١٧:١٩ | الخميس ١٣ نوفمبر ٢٠١٤ | ٤ هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٨٤ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الشيخة موزا: الطاقة المحركة لجهود قطر في نشر التعليم

تنصح الشيخة موزا السياسيين باستيعاب فوائد التعليم بالنسبة لدولهم واقتصاداتها.
تنصح الشيخة موزا السياسيين باستيعاب فوائد التعليم بالنسبة لدولهم واقتصاداتها.

 تقول الشيخة موزا بنت ناصر المسند، والدة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إن هدف إيصال التعليم الابتدائي لجميع أطفال العالم، وهو الوعد الذي لم يتحقق لعقود طويلة، يمكن تحقيقه في السنوات السبع المقبلة.

وهدف الشيخة موزا يتلخص في تجنيد طاقات المجتمع الدولي من أجل توفير التعليم الابتدائي لـ 58 مليون طفل في مختلف دول العالم لا يستطيعون الآن الذهاب الى المدارس.
وكان زعماء العالم قد قطعوا على انفسهم تعهدا في الألفية بأن يحققوا هذا الهدف بحلول عام 2015، ولكن من الواضح ان هذا التعهد لن يتحقق قبل حلول عام 2030.
ولكن الشيخة موزا تصر على ان هدف توفير التعليم لكل اطفال العالم يمكن تحقيقه في نصف هذه الفترة.
وتطالب الشيخة موزا العالم بتوخي المزيد من الجدية في هذا المجال، وتقول "الهدف ممكن التحقيق، ولكنه يتطلب التزاما حقيقيا. على السياسيين استيعاب فوائد التعليم بالنسبة لدولهم واقتصاداتها. لا ينبغي النظر الى التعليم على انه ترف، بل ضرورة."
قوة ناعمة
ولكن كيف ستتمكن الشيخة موزا من تحقيق هذا الهدف؟
بينما تحتل الشيخة موزا مقاعد في العديد من لجان الامم المتحدة الخاصة بالتعليم، فانها تتوفر ايضا على موارد قطر المالية الهائلة.
وكانت قد اطلقت حملة "التعليم فوق الجميع" بهدف ادخال 10 ملايين طفل المدارس بتكلفة حوالي مليار دولار تبرعت دولة قطر بثلثها.
ولكن لماذا هذا الاهتمام الكبير بالتعليم ليس من جانب الشيخة موزا فقط بل من قطر بشكل عام؟
من المعروف ان دولة قطر تمول عددا كبيرا ومتنوعا من المشاريع في اكثر من 30 بلدا ليس لبعضها اي اهمية استراتيجية. ومن الجدير بالذكر ان زهاء نصف ميزانية المساعدات الخارجية لقطر تنفق على التعليم، وهي في الغالب نسبة اعلى مما تنفقه بقية دول العالم.
التفسير المتعارف عليه ان هذا الكرم القطري في مجال التعليم هو بمثابة استخدام للقوة الناعمة، اي ان الامارة الخليجية تهدف الى فرض نفوذها من خلال نشر التعليم والثقافة.
ولكن الشيخة موزا تنكر هذا التوصيف، إذ قالت في قمة "وايز" للتعليم التي عقدت مؤخرا في العاصمة القطرية الدوحة "لم انظر للموضوع من هذا المنظور ابدا، ولو ان الناس درجوا على اعتبار ان المساعدات الخارجية يجب ان تكون مرتبطة بالمصالح الوطنية. انا اختلف مع هذه النظرة، فأنا انظر الى المساعدات الخارجية على انها مسؤولية تجاه الآخرين."
تسعى قرينة أمير قطر السابق لأن يوزان المشروع التعليمي القطري بين العولمة وحماية الهوية.
بعد النفط
وتقول إن توجه قطر نحو تشجيع التعليم كان توجها عمليا املته عليها الظروف قبل اي شيء آخر. فكان ينبغي على قطر الاستعداد لوقت تنضب فيه مواردها من النفط والغاز، مما يتطلب تأسيس نظام تعليمي بامكانه التواؤم مع اقتصاد مختلف عماده المعرفة.
 
وقالت "كان هدفي تشييد بنية تحتية قوية وصلبة للبحوث والتطور، ومن اجل تحقيق ذلك تحتاج قطر الى نظام تعليمي رصين."
يذكر ان الشيخة موزا هي رئيسة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، التي اخذت على عاتقها مهمة تأسيس نظام تعليم عالي متطور من لا شيء. ففي قطر الآن تسع جامعات تحتل موقعا ضخما شيد بالتعاون مع مؤسسات تعليمية امريكية وفرنسية وبريطانية.
 
قد تكون قطر قد اصبحت ملتقى بين الشرق والغرب، ولكن الشيخة موزا تقول إن ذلك لم يكن الهدف. فالموضوع كان يتلخص في جعل التعليم بوليصة تأمين للدولة للوقت الذي ينضب فيه النفط.
 
وقالت "لم يكن هذا مخططنا بكل صراحة، لم نصمم نظامنا التعليمي ليكون جسرا بين الحضارات المختلفة، بل كنا ننظر الى انفسنا...الى الداخل."
ولكن ذلك تغير بمرور الوقت، واصبح لقطر طموحات خارجية، وفي بعض الاحيان في بلدان لا يتوقع المرء ان تهتم بها.
فالعديد من الاطفال المحرومين من المدارس يقيمون في بلدان تمزقها الحروب، وتقود الشيخة موزا حملات لتوفير التعليم لأطفال اللاجئين الذين عادة ما يقضون سنوات طويلة في مخيمات "مؤقتة".
 
"غاضبة ومحبطة"
سبق للشيخة موزا ان زارت معسكرات اللاجئين في تركيا وكينيا، وتقول إن "الأسر قد تكون فقدت كرامتها وكبرياءها وممتلكاتها ومساكنها، ولكن لا ينبغي ان تفقد ايضا فرصتها في التعليم."
وتمضي للقول "إن هذا الامر يغضبني ويحبطني، لأنه امر نستطيع تداركه. اعتقد انه نتيجة اهمالنا. اعتقد ان الناس منشغلون بأشياء اخرى يعتقدون انها اكثر اهمية (من التعليم). ولكن هؤلاء (اللاجئون) بشر، ويستحقون ان يحيوا حياة افضل."
 
وتعمل الشيخة موزا الآن مع مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة من اجل ادخال التعليم الى معسكرات اللاجئين.
وتقول "الى الآن، كانت الاولوية في المعسكرات للمأوى ثم الطعام. اما الامور الاخرى فيمكن تأجيلها. ولكني اعتقد ان هؤلاء الاطفال بحاجة للتعليم. لقد جلست مع اهالي الاطفال، وهم يعرفون حق المعرفة اهمية التعليم بالنسبة لاطفالهم."
 
"ولكنهم يواجهون عقبات كبيرة بشكل يومي، فالبعض لا يستطيعون ارسال بناتهم الى المدارس بسبب انقطاع التيار الكهربائي، والمسافات الكبيرة التي ينبغي عليهن قطعها مشيا على الاقدام، واحتمال تعرضهن للاختطاف او الاعتداء وهو امر مريع."
 
وفي حقيقة الامر، فإن عاملا آخر ازاح عنه التمويل القطري اللثام هو موضوع استهداف التعليم، كما فعل اختطاف التلميذات في نيجيريا والهجوم الذي استهدف مدرسة في ذلك البلد هذا الاسبوع.
وفي حقيقة الامر، فإن الائتلاف الدولي لحماية التعليم من الاعتداءات سجل عشرة آلاف حالة اعتداء على المدرسين والتلاميذ.
تعليم البنات
وترفض الشيخة موزا النظرية القائلة إن هذه الهجمات هي نتاج "صدام ثقافات" او "صدام ايديولوجي للحضارات". وتقول إنها احدى نتائج الحروب.وتضيف الشيخة أن التحدي الذي يواجه الجميع هو كيفية ايقاف هذه الاعتداءات، مشيرة الى ان قطر اقترحت على الامم المتحدة تجريم الاعتداءات على التعليم.
 
وقالت "نجحنا في تحقيق ذلك، ولكن هذه القرارات لا تجد من يفرضها ولذا فما زالت المدارس تتعرض للاعتداء."
وفيما تحاول حركة "بوكو حرام" النيجيرية منع البنات من الحصول على التعليم، تدعم جائزة وايز - التي تمنحها قطر - منظمة خيرية تسعى لتحقيق المساواة للبنات في الحصول على التعليم.
فالفائزة بهذه الجائزة هي آن كوتون، مؤسسة منظمة كامفيد الخيرية التي تعمل في خمس دول افريقية من اجل مساعدة الفتيات على الاستمرار في التعليم الثانوي والعالي.
وفيما يخص التمييز ضد البنات، تقول الشيخة موزا "بالطبع ينبغي تعليم البنات تماما كما ينبغي تعليم الاولاد."
لا يمكن تجاهل التناقضات الكبيرة التي تتسم بها قطر، فهي بلد مسلم تقليدي ولكنها في الوقت ذاته تشهد تغييرات كبيرة وتعتنق التقنيات الحديثة والافكار الخارجية.
ويواجه القطريون اتهامات بأنهم يمولون متطرفين في سوريا، ولكنه في الوقت ذاته يستضيفون واحدة من اكبر القواعد الجوية الامريكية.
موازنة
هل يمكن للتعليم أن يسهم في التصدي للتعصب؟
تقول الشيخة موزا إن التعليم "يفتح الآفاق" وبامكانه التغلب على الجهل، ولكن هناك رسالة اخرى.
تقول "تعبير السلام أُسيء استخدامه الى الحد الذي فقد معناه. اعتقد ان بامكان التعليم مساعدة الناس على اعتناق مبدأ التعايش. لا ينبغي لنا ان نحب احدنا الآخر، ولكن علينا ان نفهم اننا نعيش معا وعلينا ان نتعايش."
وتقول إن على المشروع التعليمي القطري ان يوازن بين اعتناق العولمة من جانب وحماية الهوية المحلية من جانب آخر.
وتقول "تلغي العولمة احيانا هوية الفرد، ولكننا نحاول الحفاظ على الاثنين معا."

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.