نعيم يوسف
من أشهر الكلمات التي رددها كثيرا الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فترة ترشحه للانتخابات، كما رددها من خلفه العديد من الإعلاميين، والمحللين الاقتصاديين، والسياسيين، هي أن البلاد لا تحتاج إلى "خطوات في التنمية"، وإنما تحتاج إلى "قفزة اقتصادية".
بالطبع الجميع يعلم جيدا، أن القفزة في المشروعات التنموية التي تخص الدولة، مثل مشروع قناة السويس، أوغيره من المشاريع، تعود بالنفع العام على الجميع، في مجالات مثل الصحة والتعليم، والطرق والمواصلات، أو المرتبات،... إلخ، ولكن هذه يكون عائدها النفعي بعيد المدى، ولكن ماذا عن "القفزة الشخصية"، أو دعنا نسميها "القفزة الفردية".
"القفزة الفردية"، نعني بها هنا النقلة السريعة في المستوى الشخصي للمواطن المصري، أي نقلة سريعة في المستوى المادي والاجتماعي، ولكن.. هذا الأمر لن يكون مسؤولية الدولة، منفردة، وإنما العبء الأكبر في هذا الأمر يكون على الشخص ذاته، على الرغم أن هذا الأمر أو هذه النقلة ستعود بالنفع العام على الدولة ككل، سواء في صورة ضرائب، أو رواج للحياة التجارية، أما الأهم من هذا –بالنسبة للشخص- أنها تعود عليه بالنفع سريعا، وهذا لن يتأتى إلا بالعمل الجاد الملتزم.
يقول الدكتور هاني عازر، خبير الأنفاق العالمي، في أحد مقابلاته التلفزيونية، أن الفرق بين المهندس المصري والألماني، أو العامل المصري، ونظيره الألماني، في شيئين الالتزام بالعمل والجدية فيه، "8 ساعات شغل يعني 8 ساعات شغل بدون استهتار"، والشيء الأخر أن العامل الألماني "بيشغل دماغه.. لكن عندنا في أوقات كتير مش بنشغلها"
وهذا ما أدى إلى الفروق الاجتماعية والسياسية بين العاملين، والمجتمعين، والدولتين.
"القفزة الشخصية"، تحتاج إلى الكثير من الجهد، وتنمية القدرات، والمهارات، كلٍ في مجاله، أو فتح آفاق ابتكاريه جديدة على الحياة النمطية للشخص ذاته، تفتح له الطريق للعمل في مجالات أخرى أكثر ربحا، بما يعود بالنفع "سريعا" عليه، ويعود أيضا بالنفع على البلاد كلها، ولكن.. في النهاية كل شخص له الحرية الكاملة في اختيار طريقة حياته، التي يراها مناسبة لظروفه، وتفكيره!