بقلم د. ناجح إبراهيم | الجمعة ١٤ نوفمبر ٢٠١٤ -
٥٢:
٠٧ م +02:00 EET
صورة تعبيرية
بقلم د. ناجح إبراهيم
أمة «اقرأ» أصبحت الآن لا تقرأ ولا تكتب.. فقرابة ٤٠% من المصريين فى ظلام الأمية.. أما الأمية العلمية والفكرية والدينية والثقافية فما أكثرها.. ونحن لا نتألم لذلك ولا نتوجع منه.. بل نريد أن نعلم الأمة الرقص.. وكأنه لا ينقصها سوى الرقص الشعبى.. رغم أنه ينقصها كل شىء وليس لديها شىء.. فيا للعار.
■ وإذا كنا لم نتعلم من قرآننا أو ديننا شيئاً فلنتعلم من أمريكا التى انتفضت كلها حينما علمت أن السوفيت تفوقوا عليهم فى الرياضيات، فأقامت مؤتمراً لعلمائها ومفكريها - وليس لراقصاتها - بعنوان: «أمة فى خطر».
■ وهذه إسرائيل تتفوق على أمريكا فى الإنفاق على البحث العلمى، والأولى عالمياً فى ذلك.
■ وهل ننشغل بالرقص والمصريون فى كل مكان يبكون قتلاهم وجرحاهم، ولم تجف دموعهم بعد من حوادث الطرق، ومن العمليات الإرهابية، ومن جرّاء الصدامات السياسية؟!
■ وهل ينقصنا الرقص الشرقى، والتعليم العام والفنى والجامعى عندنا أسوأ ما يكون؟!
■ وجامعاتنا كلها تخرج سنوياً من التصنيف العالمى لأحسن ٥٠٠ جامعة.. ولم يحصل على نوبل عندنا سوى د. أحمد زويل فى الفيزياء والكيمياء فى الوقت الذى حصل فيه ٩ علماء من إسرائيل على هذه الجوائز فى سنوات متتالية.
■ ولولا أن د. زويل يعمل فى أمريكا، حيث لا روتين ولا واسطة ولا توريث للمناصب الجامعية ولا معامل مهترئة، ما نال نوبل.
■ هل أمتنا فى حاجة لتعليم الرقص الشرقى، وهى الأولى فى ضحايا وحوادث الطرق فى العالم.. ومن أوائل دول العالم فى الإصابة بفيروسات الكبد؟!
■ هل نتعلم الرقص وشوارعنا مليئة بالزبالة والمخلفات والحفر والمطبات غير القانونية.. وبعض دول أوروبا الغربية تغسل شوارعها كل يوم بماء الورد.. ومستشفياتنا فى أسوأ حال.. والخدمات الصحية فى حالة تردٍّ؟! فهذه طفلة تحترق فى مستشفى.. وهذه سيدة تلد فى الشارع أمام المستشفى.. فإذا نظرت فى المقابل إلى دولة مثل بريطانيا وجدت أن عدد المرضى فى أكبر مستشفى بلندن لا يجاوز ٥٦ مريضاً.. فالمريض لديهم ملك متوج.. وأى مريض يدخل أى مستشفى لا يطالب بأى أوراق تثبت أنه لا يملك أجر العلاج.. هو يذكر ذلك شفاهة ليعالج مثل ملكة بريطانيا.
■ ولك أن تتأمل العدد: ٥٦ مريضاً، إذ إنهم لا يمثلون فى بلادنا أصغر طابور للمرضى فى مستشفى عام.. حيث يقف المرضى فى طابور مهين فى حر الشمس أو مطر الشتاء فيعاملهم العامل بقسوة وجفاء ويتلقاهم الطبيب الصغير بكبر وصلف وعجرفة رغم أنه سيتعلم فيهم ومن خلالهم.. فإذا ذهب إلى المستوصف الذى يعمل فيه «بيزنس» يصير ودوداً رفيقاً أليفاً يشرح ويوضح وكأنه يعانى انفصاماً فى شخصيته الطبية.. أو كأنه يعمل فى المستشفى دون أجر.. فيمنّ على هؤلاء المساكين.. أما الاستشاريون والإخصائيون فأكثرهم «مزوغ» من العمل.. لينتقل من بيزنس إلى آخر.
■ وهل الرقص الشرقى فضيلة حتى نعلمها لبناتنا، أم نحن بحاجة إلى فضائل مختلفة من بناء الضمائر الحية وإيقاظ العقول النائمة وإحياء النفوس الخربة؟!
■ وهل نعلم شعبنا الرقص أم نعلمه سيرة موسى وهارون ويوسف وعيسى عليهم السلام الذين عاشوا فى مصر.. وسيرة سيدنا إدريس أول من دعا إلى التوحيد على ضفاف النيل وهو قبل نبى الهدى نوح.. ونعلمهم سيرة خاتم المرسلين محمد، صلى الله عليه وسلم؟!
■ أم أن الراقصات الشرقيات رضى الله عنهن سيُعلمن الأمة وبناتها سيرة هؤلاء الأنبياء العظام؟!!!
■ وهل مصر بحاجة إلى الرقص الشرقى وفيها ٤ ملايين من أطفال الشوارع يرتكبون كل الموبقات ويعتبرون مشروعات جاهزة للجريمة؟!
■ ترى متى وأين وكيف تحول الرقص الشرقى فى بلادنا إلى فضيلة نحتاج إلى تعلمها.. وكلنا يعلم سيرة الرقص الشرقى وما قبله وما بعده؟! وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم، حين قال: «إذا لم تستح فاصنع ما شئت».
نقلا عن المصري اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع