نعيم يوسف
دعا الديوان الملكي السعودي أول أمس، الأربعاء، القاهرة إلى دعم اتفاق الرياض التكميلي، والمصالحة مع قطر، مؤكدا على احترام وتقدير ومساندة كافة دول مجلس التعاون الخليجي للشقيقة مصر –كما وصفها البيان- الأمر الذي استجابت له الرئاسة المصرية سريعا، بينما وضع الكثير من النخبة علامات استفهام حوله تثير الريبة والشك في هذا الأمر.
السياسة بالطبع لا تعرف سوى المصالح، وهي فقط من تحكمها وليس المشاعر، فأعداء الأمس هم أصدقاء اليوم، وأصدقاء اليوم، هم أعداء الغد، وهكذا، ولنا في تعامل الولايات المتحدة معنا أفضل دليل على ذلك، فتارة تكون مصر هي الشريك والحليف، وتارة أخرى تصف القاهرة بأنها دولة قمعية ديكتاتورية وبها العديد من السلبيات، وبالتالي لابد لنا أن نتعامل بالمثل مع قطر، فعندما تعادينا لابد أن نهاجمها خاصة وأنها دولة مليئة بالسلبيات، وعندما تفرض علينا مصلحتنا مصالحتها فلا ريب في ذلك أبدا.
يطالب البعض أيضا بإثبات حسن النوايا القطرية، وذلك عن طريق تسليم عناصر الإخوان المسلمين الموجودين بها إلينا، الأمر الذي لا يصب في مصلحة مصر أبدا، ففي التسعينات بالفعل حاربنا الإرهاب والإرهابيين، ولكن لم نقضي على الإرهاب، وانتهى الأمر بـ"تنويم" الإرهاب، وحدثت أكبر مصالحة بين الدولة والإرهابيين عقب مذبحة الدير البحري ضد السياح الأجانب في الأقصر، ليخرج من السجون 16 ألف إرهابي أعلنوا التوبة حينها، إلا أنهم تراجعوا عنها بعد 25 يناير، وبالتالي فلا مصلحة لنا في عودتهم، دعهم يعيشون في قطر، ولكن يجب أن تلتزم قطر في نفس الوقت بعدم ظهورهم في الإعلام لكي لا يؤثروا في المجتمع المصري.
أيضا يطالب البعض بتوقف قناة الجزيرة القطرية عن مهاجمة مصر، ويعتبرون مهاجمتها اختراقا للمعاهدة، والسؤال هنا: هل توقف الإعلام المصري عن مهاجمة قطر؟؟؟ بالطبع لا، وعندما تكون هناك معاهدة لا يعني ذلك أبدا أن طرفا فقط هو من عليه الالتزام بها بل الطرفين!!