الأقباط متحدون - إخفاء المخالب
أخر تحديث ٠٤:١٢ | السبت ٢٢ نوفمبر ٢٠١٤ | ١٣هاتور ١٧٣١ ش | العدد ٣٣٩٣ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

إخفاء المخالب

 العاهل السعودي والعاطل القطري
العاهل السعودي والعاطل القطري

مينا ملاك عازر
اتفاق الصلح الذي تم إبرامه بين العاهل السعودي والعاطل القطري - باعتبار ما سيكون إن كف حقاً عن مجهوداته في أذية مصر- صلح يدعونا للتأمل فسر إبرامه المفاجئ وغير المتوقع خاصةً وإن ثمة محاولات حسيسة بُذلت من قبل لإتمامه لكن لم تؤتي بثمر، وسبق أنه قد تم الاتفاق في حضور أمير الكويت، ووقع اتفاق من بنود عدة لتلتزم بها قطر ولكن شيء من هذا لم يحدث ولم يُفعل.

المدهش حقاً اليوم، ما أتت به السعودية من دعمها لاتفاق قطر وسعيها لجذب مصر لأن تتفاوض وتتفق مع قطر، ولم يكن من بد لدى مصر إلا إبداء حسن النية وإلا ستكون هي الرافضة لمساعي السلام. ومن ثم، فقبول مصر ولكن بشروط والحق يُقال إن شروطها مقبولة ومنطقية، فلا يمكن إبرام الصلح وقطر تأوي مجرمين مصريين لديها، كما لا يمكن أن يتم الصلح وقطر ترعى فضائية الجزيرة المُحرضة عليها، ولا يمكن الصلح وقطر لا تعترف بثورة الثلاثين من يونيو.
ولكن دعونا نسأل أنفسنا سؤالاً، ولنكن أكثر واقعية ومنطقية مع أنفسنا،

هل مصر على خصام من بريطانيا التي تأوي منذ أكثر من ثلاثين عاماً مئات المجرمين المطلوبين من مصر سواء كانوا إرهابيين أو هاربين بقروض أو قتلوا مئات بغرق مراكب مملوكة لهم في البحر الأحمر، لا لم يؤثر ذلك على علاقة مصر ببريطانيا يوماً ما، نعم هناك ما يمنع بريطانيا قانوناً تسليم أولائك المطلوبين، وقد يكون هناك ما يمنع قانوناً تسليم قطر هؤلاء، فهل عدم تنفيذ للشرط المصري الخاص بتسليم مجرمي مصر لمصر سيمنع الصلح!؟

أما مسألة أن تتبع الجزيرة سلوكاً غير الذي تسلكه حيال مصر، فهذا لمصر حق فيه لا ريب في هذا، بيد أنني لا أستطيع أن أطلب من الجزيرة أن توالي مصر وإلا يكون هذا نفاقاً أنا أرفضه، بل أبغضه وأنأى أن يكون الأعلامي المصري نفسه يسلك هذا المسلك المشين إعلامياً، نحن فقط نريد أن تكن الجزيرة مهنية ترى مظاهرات الإخوان كما هي حقاً، ترى الأفعال الإرهابية كما هي حقاً، لا تجمل ولا تزوق ولا تلون ولا تصبغ الأحداث الدموية صبغة بغير صبغتها.

أما مسألة الاعتراف القطري بثورة الثلاثين من يونيو من عدمه، فهذا أمر مؤسف أن تشترطه القيادة المصرية لقبول الصلح مع قطر، فهل في عدم اعتراف قطر بثورتنا شيء يقلل من ثورتنا؟ لعله يزيد الثورة نقاء واحتراماً وشرفاً، أنها ليست كباقي الثورات التي حشدت لها الجزيرة القطرية، ثورة تقف منفردة بذاتها مبتعدة مئات الأمتار عن باقي الثورات التي تدين للجزيرة بالفضل، وهل يهز الجبل عدم  اعتراف الأقزام به؟ لا أظن، نحن فقط بحاجة أن تسحب كلمة انقلاب الموضوعة على لسانها دائماً وحينها ستكن قطر خالية شغل. وفي كل الأحوال علينا ونحن نتصالح الحذر من حالة إخفاء المخالب حيث قد تطلي قطر مخالبها بطلاء الأظافر لنتوهم بأنها أظافر وليست مخالب.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter