يحتل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى حيزا كبيرا من وقت معظم الناس بل تعتبر التقنيات الحديثة بمثابة عامل أساسى فى حياة البعض. وعلى الصعيد العام لا تجد بيتا أو شركة أو أى منشأة لا تستخدم الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعى فى الوقت الحالى، وهذا هو ما دفع المسئولين فى مدينة نيويورك إلى عقد اتفاق مع شركة "LinkNYC" لتعميم خدمة "الواى فاى المجانى" لجميع سكان المدينة وزائريها. أبرمت الشركة عقد قيمته 200 مليون دولار من أجل تحقيق هذا الغرض وبدأت أيضا فى حصر عدد من أكشاك التليفون القديمة لتحويلها إلى أكشاك "واى فاى" وسوف توفر تلك الأكشاك الخدمة للسكان فى محيط قطره 150 قدما للكشك الواحد وبسرعة تصل إلى 1 جيجابايت فى الثانية وتعد هذه السرعة كافية لتحميل فيلم مدته ساعتين فى وقت لا يزيد عن 30 ثانية. ويتم أيضا تزويد تلك الأكشاك بشاشات تستخدم من أجل البحث على الإنترنت وعرض إعلانات للمارة والتى تحقق نحو 20 مليون دولار سنويا كأرباح من الإعلانات. وتدعم تلك الأكشاك خدمة الاتصال المجانى عبر الإنترنت لأى مكان فى العالم، وتستطيع أيضا شحن بطارية هاتفك من خلالها لمدة تزيد عن ساعتين. وتعد هذه الخدمة الداعمة للإنترنت أسرع بحوالى 20 مرة من السرعة المتعارف عليها داخل الولاية، بالإضافة إلى أنها توفر العديد من فرص العمل لسكان المدينة، وتتميز أيضا بخاصية العمل بعد انقطاع التيار الكهربائى لمدة 24 ساعة، وذلك بفضل البطاريات الموجودة بالأكشاك والتى تسمح أيضا باستخدام مكالمات الطوارئ عند الاحتياج إليها. وتبدأ الشركة المنفذة فى بناء 250 كشكا كخطوة أولى على أن تتم زيادتها إلى 10 آلاف كشك فى 6 سنوات، ومن المتوقع أن تحقق الأكشاك أرباحا من خلال الإعلانات الرقمية تصل إلى 500 مليون دولار على مدار الـ12 عاما القادمة. ويفكر منفذو الفكرة فى تنفيذ مرحلة ثانية لها تدعم خدمة "الواى فاى" داخل محطات المترو، بحيث يتمكن سكان المدينة من الاستفادة بالخدمة فى أى وقت وفى أى مكان. وتولى سلطات المدينة أهمية كبيرة لتنفيذ هذا العقد الذى تشرع فيه الشركة مع بداية العام القادم، لأنه سيجعل نيويورك تنافس بعض المدن فى تحقيق لقب المدينة الأكثر اتصالا حول العالم مثل سيول وطوكيو وجنيف.