في احتفالية عيد الثورة عام 1964، السيدة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، أصرَّا أن يقدما وصلتهما الغنائية، قبل عبدالحليم حافظ، وأطالت أم كلثوم في وصلتها، حتى اكتفى الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وانصرف بعدها مصطحبًا ضيوفه "تشي جيفارا، والرئيس الجزائري أحمد بن بيلا"، فغضب عبدالحليم حافظ، وألقى كلمة قال فيها: "ليا كلمة صغيرة، يعني ماهياش غنا، إنما كلمة بسيطة، أرجو إنكم تسمعوها.. طبعًا منتهى الجرأة، إن واحد يغني بعد أم كلثوم، أو يختم حفلة غنت فيها أم كلثوم، لكن خصوصًا بعد ما غنت اللحن العظيم الأولاني، واللحن أنت عمري، أنا ماعرفش يعني الأستاذ عبدالوهاب والست أم كلثوم، أصرّوا إن أنا أختم الحفلة، ده شرف كبير.. ماعرفش هو شرف ولا مقلب" وكانت هذه الجملة الأخيرة هي سبب قطيعة دامت بين كوكب الشرق والعندليب منذ عام 1964، حتى تصالحا عام 1970.

ولقد سعى عبدالحليم إلى المصالحة مع الست إلا أنها ظلت ترفض الحديث عن سيرته لكل من توسط، ويحكي وجدي الحكيم أن المصالحة بين عبدالحليم وأم كلثوم لم تتم، إلا أثناء حفل خطبة ابنة الرئيس الراحل السادات والذي أقيم في القناطر عام 1970، وكانت رغبة ملحة لدى السادات أن يصالحهما، ولكن أم كلثوم لم تقبل أبدًا أن يفتح أي إنسان أمامها سيرة عبدالحليم، وفي المقابل كان حليم يقول لمن حوله "أنا هعرف أحل المسألة دي"، ففكر السادات أن الحل الأمثل هو أن يلتقيا مصادفة، وعندما دخل عبدالحليم الحفل اقترب من أم كلثوم وقبَّل يدها، فقالت له: "انت عقلت ولا لسه؟"، وهكذا انتهت القصة بينه وبين أم كلثوم بعد مقاطعة دامت أكثر من خمس سنوات.