الأقباط متحدون | التظاهر بالملابس الداخلية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٥:٢٧ | الجمعة ٢١ مايو ٢٠١٠ | ١٣ بشنس ١٧٢٦ ش | العدد ٢٠٢٩ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التظاهر بالملابس الداخلية

الجمعة ٢١ مايو ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: ماريانا يوسف
انتقلت مصر نقلة حضارية كبرى في الشهور القليلة الماضية، فبعد أن استغل معظم -إن لم يكن كل المصريين- حقهم فى الإضراب أو الإعتصام أو التظاهر؛ حتى يعبِّر كل منهم عن حالته المزدرية التي وصلوا إليها من: فقر المعيشة، وسوء الأحوال الإقتصادية التي يعانون منها، بغض النظر عن الإستجابة لمطالبهم من عدمه.
بدأ المضربون والمعتصمون في "موضة جديدة" تواكب العصر، لعل الحكومة التي لا تسمعهم.. تراهم أو تشعر بهم، ألا وهي:  "التظاهر بالملابس الداخلية".
قد يظن البعض أن هؤلاء لجأوا إلى تلك النوعية من التظاهر هربًا من موجة الحر التى مرت بها مصر الفترة الماضية، ولكن أرى أنهم اختاروا تلك الوسيلة حتى يُظهِروا مدى الجفاف والحرمان الذي وصلوا إليه، لعل الحكومة التى بلا آذان تكون ذات أعين، ترى وتعطف وتحِن على أبنائها الذين تعبوا وكدّوا على أرضها، ولا يطلبون الرفاهية؛ بل يطلبون الحد الأدنى من المتطلبات والإحتياجات التى تكفل لهم الحياة.

والخوف كل الخوف أن تظل الحكومة عمياء، إلى جانب الصمم الذي أصابها، ولا أعلم حينئذ ماذا سيفعل المواطنون المصريون أكثر من التظاهر شبه عرايا، أوبالتحديد: "التظاهر بالملابس الداخلية".
وإن عاتب المواطنون الحكومة عن عدم الإستجابة، لبررت موقفها بالعلاوة السنوية التى تمنحها للموظفين، وكأنها صدقة تجَبِّى بها على المواطنين لتشتري صمتهم و"تضحك على ذقونهم" بها، رغم أن المصريين على أتم دراية بالخدعة التى تنتظرهم مع العلاوة، و التي تتكرر كل عام؛ وهي ارتفاع موازٍ للأسعار؛ إن لم يكن متضاعف، ورغم ذلك فهناك فئات من المواطنين تستطيع الحكومة أن تكسبهم فى صفها بتلك العلاوة الضئيلة، والتي لا تقارن بمتطلبات المعيشة فى العصر الحالي.

وبالتالي؛ فالحلول المتاحة لدى المواطنين هي:-
الحل الأول: قيام ثورة شعبية تعصف بجميع المسئولين ذوى "الكروش" الواسعة، والتي لا تشعر بالجوع الذى يشعر به الأخرين.
الحل الثاني: التظاهر أو الإضراب أو الإعتصام، بغض النظر إن كان المتظاهرون بكامل ثيابهم أوشبه عرايا,..لا يهم؛ فالمهم هو تعبيرهم عن شكواهم ومذلتهم
الحل الثالث: أن يوكّلوا أمرهم لله، ويرضوا بقليلهم، ويمكنهم  "الشحاذة" على أولادهم بحجة أن الموظف الصغير ماهو إلا مشروعًا صغيرًا تصنعه الدولة من هؤلاء، لصناعة شحاذين جدد، لايبقى أمامهم سوى الدعاء على الحكومة بالإقالة أو الإستقالة أو الإغتيال أو بأي طريقة أخرى، ولابد لدعوة المظلوم من أن يسمعها الرب، وإن تأخرت الإستجابة.. فهو مجيب لطالبيه.
وأخيرًا: الخوف كل الخوف، أن تكون الملابس الداخلية هى الزي الرسمي للتظاهر فى الفترة المقبلة.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :