المصرى اليوم | الاثنين ٨ ديسمبر ٢٠١٤ -
٥٧:
٠٥ م +02:00 EET
أرشيفية
«بدأ الأمر بشرارة.. عندما أشعل بائع فاكهة النار فى نفسه حتى الموت وقامت ثورة»، بتلك الكلمات سردت وكالة «أسوشيتد برس» تقريرها مع مرور نحو 4 سنوات على انتفاضات ما اتفق عليه باسم «الربيع العربى».
وأوضحت الوكالة، فى تقريرها الذى نشرته، الإثنين، وتناقله عدد من الصحف الأجنبية، أن «نيران التونسى محمد بوعزيزى اشتعلت بسرعة عبر المنطقة»، مضيفة أن العالم احتفل وقتها بـ«الربيع العربى» كدليل على أن شعوب الشرق الأوسط تتوق إلى أن تكون حرة، ولكن الوقت لم يكن فى صف المتفائلين، حسب قولها.
ورأى التقرير أنه بعد عدد من السقطات فى دول المنطقة، تظل تونس هى الأكثر إشراقا اليوم، مع إجرائها انتخابات رئاسية حرة، مخطط لها بنهاية اديسمبر، ولكن فى جميع أنحاء الشرق الأوسط، كانت النتيجة ما بين سفك الدماء والفوضى وأحلام محطمة فى كثير من الأحيان.
وتابع التقرير: «قُتل مئات الآلاف، معظمهم فى الأزمة السورية الشرسة التى شردت الملايين، وامتدت إلى العراق، وتهدد زعزعة استقرار دول أخرى مجاورة، وفى ليبيا تعم فوضى خطيرة غير قابلة للسيطرة، حتى ظهر المتشددون الذين يحاربهم تحالف دولى بقيادة الولايات المتحدة فى سوريا والعراق».
وذكر الخبير فى شؤون الشرق الأوسط بمركز «بروكينجز» بالدوحة، شادى حميد، أنه يمكن التوقع أن تكون التحولات الديمقراطية فوضوية، أو دموية فى بعض الأحيان، ولكن ما حدث هو «أسوأ حتى من أسوأ التوقعات»، على حد تعبيره، مضيفا أن الدرس المستفاد الأكبر والأكثر أسفا الذى تعلمه الشعب هو أن الاحتجاج السلمى لا يؤدى بالضرورة إلى التحول الديمقراطى.
وأوضحت الوكالة أن شعوب المنطقة بدأت تتساءل على نحو متزايد حول ما إذا كانت الديمقراطية تعتبر فكرة جيدة فى العالم العربى، مضيفة أن السؤال يبدو غير صالح داخل مجتمعات معينة، ولكنه بالفعل على الطاولة منذ يناير 2011.
وفند التقرير بعض الدروس التى يمكن استخلاصها بعد اندلاع الثورات فى عدد من الدول العربية، أولها «النخب لا تثق فى الجماهير»، حيث شهدت معظم دول العالم نموا فى عدم المساواة فى العقود الأخيرة، وحافظ المتعلمون والأثرياء على مسافة من الجماهير بطرق مختلفة فى كل مكان تقريبا، معتبرا أن ذلك الأمر ازداد سوءا خلال السنوات الثلاث الماضية، وأضاف: «تتمتع الثورة المصرية بدعم واسع جدا من النخب العلمانية إلى حد كبير، إلا الأشخاص الذين لديهم علاقات اقتصادية بالنظام».
ورأى التقرير أن «الأفكار الغربية عن حرية التعبير تشكل خطرا هنا الآن»، مضيفا أن إنشاء مؤسسات قوية للمجتمع المدنى يجب أن يكون فى المقام الأول، حتى إذا استغرق الأمر عقودا للقيام به على نحو صحيح.
أما الدرس الثانى فهو أن «الجهاديين ليسوا مزحة»، حيث أوضح التقرير أن «الجهاديين» الذين يريدون تصدير الإسلام بالقوة عبر المنطقة والعالم كانوا تهديدا من قبل، ولكن السنوات الأربع الماضية صعدت الأمر إلى مستوى جديد، قائلا إن الجهاديين أصبحوا فى حالة حرب مع الحكومات العلمانية والمسلمين المعتدلين فى كل مكان.
والدرس الثالث هو أن «الدول الملكية نجت بنفسها»، حيث أشار التقرير إلى أن دول المغرب والأردن والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت، لم يلمسها أحد بالكاد، مضيفة أن الحكام السنة فى البحرين حاولوا القضاء على محاولة تمرد من قبل الأغلبية الشيعية.
والدرس الرابع والأخير هو عدم وجود «ربيع فلسطينى»، وقال التقرير إن الثورات العربية لم تنتشر فى فلسطين، ولكن كان لها تأثير كبير.
تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.