الأقباط متحدون - هل تحتاج ليبيا التدخل العسكري المصري بأراضيها3-3
أخر تحديث ١٠:٣٢ | الاربعاء ١٠ ديسمبر ٢٠١٤ | ١كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

هل تحتاج ليبيا التدخل العسكري المصري بأراضيها3-3

 ليبيا
ليبيا

مينا ملاك عازر
هذا هو المقال الثالث، الذي أحلل فيه مقالاً للاستاذ محمود بيومي بالزميلة التحرير، عنونه بسؤال هو "هل تحتاج مصر حقاً إلى التدخل العسكري بليبيا؟" وقد ناقشت في المقالين الماضيين، بعض الحقائق التاريخية التي أوردها الكاتب المحترم، وقدمت بعض الرؤى المختلفة معه، وحللت مسألة الانكفاء العسكري المصري داخلياً والذي توازى مع انكفاء مصري في السياسة الخارجية المصرية من خلال مؤسسة السياسة الخارجية المصرية، وقدمت بعض الآراء حول الوضع العملي في ليبيا وفي هذا المقال نستكمل نقاشنا حول مقال الكاتب محمود بيومي الذي أثرى فكرنا بآراء لا جدال تُحترم.

وها هو يضع الاستاذ شرطين للتدخل هما ما معناه العجز السياسي والاستخباراتي في درأ الخطر، وتوفر القدرات والأجواء المناسبة داخلياً والقدرات للتدخل، وهما شرطان صحيحان جداً شكلاً لكنه موضوعاً يجانبان الحقيقة من وجهة نظري، فمسالة العجز السياسي والاستخباراتي لا يمكن الجزم به في حالتنا مع ليبيا إذ لا سياسة مع أولائك المتطرفين المتخذين من أرض ليبيا مرتعاً، ومسألة توافر الإمكانيات والظروف، فهذا يستحق سؤال بديهي، وهو البيضة الأول أم الفرخة، أي تأمين مصر أولاً ام توفير الإمكانيات، أيهما يأت الأول

هل نؤمن حدودنا لنكن آمنين لتوفير فرص التنمية وتوفير الإمكانيات المتطلبة لتأمين أنفسنا؟ أظن الأمن يسبق الاقتصاد وفي بعض الأحيان نحتاج المجازفة للإتيان بأمور من الضروري تحقيقها لإتمام الأماني.

ثم أنه، قد يكون ما في وجهة نظرك صواب، من أن خطر المتشددين المنتشرين بليبيا ليس خطر داهم علينا الآن، وإن كنت أختلف معك شيئاً ما في هذا، إذ أن مأساة الفرافرة وكارثة كرم القواديس كائنتان أمام أعيننا، ما يعني تهديد ليبي مستمر، بالأحرى هو تهديد من متطرفي ليبيا ليس فقط بأنفسهم ولكن بدعمهم متطرفي الداخل بالسلاح والرجال أليس كذلك!؟.

وأخيراً، يضع الأستاذ محمود ثلاث عوامل تساهم في تدخل مصر عسكرياً بليبيا، كان أولهم توافر التحالف الدولي الذي يقدم الغطاء لمصر لتدخل عسكري بليبيا من خلال توافق الإرادة العالمية لهذا، وهو ما ينفي احتماليته في المديين القصير والمتوسط، وإن كنت اختلف معه في ابتعاد تلك الاحتمالية خاصةً بعد الأنباء المتواترة بطلب أمريكا من مصر وتونس والجزائر تسهيلات عسكرية لضرب داعش بليبيا، وأنا أتساءل عن سر ضرورة وجود هذا العامل؟ هل هو عامل مُقارب لعامل ضرب المحتل العراقي بالكويت فلو كان الأمر كذلك فالبون شاسع بين الحالتين

فصحيح الكويت شقيقة صغرى لنا وواجب علينا حمايتها وصحيح ليبيا هكذا شقيقة صغرى، وضروري علينا حمايتها أمام الغزو الإرهابي الذي تعاني منه لكن يزيد هنا أن أمننا القومي ذاته في خطر بسبب حالة ليبيا المتردية أمنياً ما يجعلنا محتاجين لهذا التدخل لتسهيل أجواء تسهم في توفير الإمكانات التي تحججت بغيابها الذي يعقنا عن التدخل العسكري، كما سبق لك وقلت.

وأما العامل الثاني فهو أن يقوم إرهابيو ليبيا بعمل عسكري ضدنا وهو ما أسلفت الإشارة إليه في موقعتي الفرافرة وكرم القواديس الذي اشترك فيهما إرهابيو ليبيا بالرجال والعتاد، وقد يكون بالتخطيط أو بأنفسهم في بعض الاحتمالات في أحدى أو كلتا العمليتين ناهيك عن بعض العمليات الصغرى التي قد لا يعرف للآن مدى تورطهم فيها، أما مسالة أن ردنا يكون محدود النطاق، فهذا ما أنا شخصياً قلت عنه أنه يجري ليس كما يقول رجال الجزيرة الصهاينة من دخول جنود مصريين لليبيا وإنما تدخل عسكري جوي لضرب بعض النقاط المحددة بليبيا انتقاماً لضلوع إرهابييها في أعمال كسالفة الذكر هذه.

ويختم الأستاذ محمود مقاله، دون الإشارة للعامل الثالث حيث قال أن ثمة ثلاث عوامل رئيسية تدفعنا للتدخل بليبيا، فندنا منها اثنين، وهما التحالف الدولي والتوافق العالمي والعامل الثاني هو الخطر القادم من الأراضي الليبية، وصمت الأستاذ محمود عن عامله الثالث ولذا أصمت أنا عن تحليله ولكن في الختام أنوه إلى أنني أثق في قدرات قواتنا المسلحة وقيادتنا في اتخاذ القرار الصواب بالشأن الليبي

ومدى التدخل، ولا أظن أنه إن حدث تدخل عسكري مصري بليبيا سيكون تدخلاً كاسحاً، ولكن سيكون مركزاً، ويا استاذ محمود إن جئت للحق فإن مصر بقدر ما تحتاج حقاً للتدخل العسكري بليبيا كما أشرت أنا في مقالاتي الثلاثة لكن بنفس القدر كان عليك أن تسأل سؤالك هكذا، هل تحتاج ليبيا من مصر التدخل العسكري بأراضيها؟ لتكن الإجابة القاطعة، نعم. فليبيا تحتاج وتطلب، ومتى توافرت الإرادة السياسية للبلدين- مصر وليبيا- تبطل ضرورة البحث عن عوامل لإتمام هذا التدخل العسكري لكن المهم نوعه وحجمه وكيفيته مش كده ولا إيه؟.

المختصر المفيد الاحترام للجميع حتى من نختلف معهم، فقد يكونون على صواب، وفي كل الأحوال المجد لقواتنا المسلحة.

 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter