الأقباط متحدون - فولتير ومحكمة الأسرة
أخر تحديث ١٩:٥٢ | الخميس ١١ ديسمبر ٢٠١٤ | ٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فولتير ومحكمة الأسرة

على سالم
على سالم

فولتير (1694 - 1778) كاتب فرنسي، وأحد باعثي البهجة في صنعة الكتابة، كتب نحو ألف عمل وقال لتلاميذه: لا تثقلوا التاريخ بأعمالي.. اختاروا منها..

كان ضد التطرف الديني مما أوقعه في خصومة شديدة مع رجال الكنيسة في فرنسا، وحرصا على حياته نفى نفسه إلى مدينة (فرني) في سويسرا على بعد كيلومترات قليلة من فرنسا. وتقديرا من سويسرا لفترة إقامته فيها جعلت اسم المدينة (فرني فولتير).

لم يتعامل مع جيرانه بوصفه أجنبيا عنهم بل قام بمجهود كبير للدعاية لأنواع الساعات التي ينتجونها، ساعده على ذلك أنه كان صديقا لمعظم ملوك أوروبا. كتب فولتير روايتين فقط «كانديد» و«صادق» والأخيرة تدور أحداثها في بلاد الشرق الأوسط قبل نزول الأديان الثلاثة. مشكلة البطل هي أنه كان صادقا طول الوقت مما عرضه لمتاعب كثيرة انتهت بهروبه من بلده القريب من بابل والاتجاه جنوبا إلى البلاد العربية. على الحدود المصرية سمع صوت استغاثة من امرأة، أحد الرجال كان يضربها ضربا مبرحا وكأنه عازم على قتلها، كانت المرأة تستغيث بمن في الأرض والسماء، فاقترب صادق منهما وقال للرجل: يا رجل.. هل هذا الجمال يُضرب..؟ خذها بين ذراعيك.. احتضنها وقل لها أجمل الكلمات.

فالتفت إليه صارخا بوحشية: آه.. أنت إذن أحد عشاقها.. استعد للموت.

قال ذلك وأشهر سيفه فكان من الطبيعي أن يشهر صادق سيفه هو الآخر ليدافع عن نفسه وبدأت مبارزة حامية بينهما. طوال المبارزة كانت المرأة جالسة على حافة نهر صغير تمشط شعرها في هدوء واستمتاع. استطاع صادق بحركة بارعة أن يطير السيف من يد الرجل، وأن يضع ذؤابة سيفه على عنقه ثم قال له: ما زلت أطلب منك أن تكون لطيفا مع هذه الأنثى الجميلة.. قم.. انهض.

بينما الرجل ينهض، غافل صادق وأخرج من جيبه خنجرا وطعنه به غير أن صادق سارع بتفادي الضربة وأجهز عليه بسيفه. ذهب إلى المرأة وقال لها: سيدتي.. لقد حاولت قدر استطاعتي ألا أقتله.. ولكنه كما رأيت كان مصرا على قتلي.

فقالت المرأة صارخة: وأنت ما لك أنت..؟ ما شأنك في خلاف ينشب بين رجل وحبيبته..؟ لماذا تدخلت بيننا؟ نعم كان يضربني بقسوة.. ولكنك لا تعرف ماذا فعلت أنا به.. ابعد عني يا مجرم واتركني لأحزاني.

تم القبض على صادق وحوكم أمام مجلس محلي القرية وحكم المجلس ببراءته من تهمة القتل ووجهت له تهمة القضاء على الجنس البشري فبيع في سوق العبيد.

ما الذي ذكرني بهذا المشهد؟.. خبر قرأته منذ أيام عن سيدة تقدمت لمحكمة الأسرة طالبة الخلع من زوجها لأنه بخيل ولا ينفق عليها ولا على أولاده، قالت ذلك وأحضرت معها دستة من شهود الإثبات. بعد أن استمع الزوج لكلماتها أصيب بنوبة قلبية أودت بحياته.. فصاحت الزوجة باكية: سايبني لمين يا حبيبي..؟ يا سيد الرجالة.. يا مهنيني، يا مستتني.. يا سبعي يا جملي.. يا دهوتي.

صعب للغاية فهم طبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة.
نقلا عن الشرق الأوسط


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع