قال الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية السابق، إن الحديث عن ثورات الربيع العربي حاليًا يصحبه شعور بالإثارة، لأن الجميع رأى جزءًا من العالم يسعى إلى الكرامة الإنسانية والحرية، وشعور بالخوف، لأن الأوضاع لا تسير في طريقها الصحيح.
ورأى «البرادعي»، في محاضرته النهائية بصفته حاملا مقيما لجائزة نوبل بمدرسة فليتشر بجامعة تافتس الأمريكية، أن ثورات الربيع العربي ليست إلا جزءًا من رحلة البشرية، فالشعوب تحاول منذ قرون أن تجد وسيلة للعيش في سلام وكرامة، موضحًا أن الجميع شاهد الكثير من العنف والخوف للبحث عن الطرق التي تتيح للجميع العيش في حياة مثالية، وليشعر كل منا أنه يملك الكرامة التي يستحقها.
وأشار «البرادعي»، إلى أن الثورات شهدتها أوربا قبل قرون في أمريكا وروسيا وبريطانيا وفرنسا، موضحًا أنها جميعًا صاحبتها فوضى، فلكل شعب أخطاؤه.
وأوضح أن دول الربيع العربي جميعها كمصر وليبيا وسوريا وتونس، عانت لعقود من حكم دكتاتوري، وهو ما يجدر الإشارة إلى أن الانتقال من ثقافة نظام دكتاتوري إلى أخرى ديمقراطية «أمر شديد الصعوبة»، لأن الديمقراطية ثقافة وممارسة ومؤسسات وليست «قهوة سريعة التحضير»، على حد وصفه.
ولفت إلى أن الشعوب استطاعت الاتفاق على ما لم تكن تريد، ولكنهم بعد إسقاط الأنظمة لم يستطيعوا الاتفاق على ما يريدون، فهم جميعهم يريدون العدالة والحرية، لكنهم لا يعرفون السبيل لتحقيق ذلك، وهذه هي المشكلة التي واجهت كل دول الربيع العربي.