الأقباط متحدون - «نيران داخلية » تضرب الثورة أصدقاء الرئيس وخيانة ٣٠ يونيو
أخر تحديث ١١:٠٤ | الثلاثاء ١٦ ديسمبر ٢٠١٤ | ٧كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤١٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«نيران داخلية » تضرب الثورة أصدقاء الرئيس وخيانة ٣٠ يونيو

٣٠ يونيو
٣٠ يونيو

 بقلم : سليمان شفيق

*تزاحم النُخب القبطية على المنافع جعلتهم يقعون تحت سيطرة مقاولى الانتخابات و«الأمنجية» 

*الأبواق الإعلامية تبشر بعودة «الجنرال» من منفاه وكأنه «أبو زيد الهلالى شفيق»! 

يموج المناخ السياسى فى مصر المحروسة بنيران صديقة تنبئ بما لا يُحمد عقباه، وأقصد ترهل ما تبقى من معسكر 30 يونيو، فهناك عدة مؤشرات دالة على ذلك مثل تعدد معدى القوائم الوطنية، فلم يعد د. كمال الجنزورى هو الوحيد، بل د. السيد البدوى يساوم بأنه يعد قائمة لتحالف الوفد مع بعض الأحزاب لا يُذكر منها سوى المصرى الديمقراطى الذى انقسم إلى قسمين، الأول يردد أنهم انسحبوا من تحالف الوفد، والثانى يضغط بتحالفه مع الوفد على المصريين الأحرار لكى يتحالف معهم، خاصة أغلب كوادر الحزب رحلت من المصرى الديمقراطى إلى المصريين الأحرار، والحرس اليسارى القديم يمارس هوايته فى الإجهاز على ما تبقى. 

أنصار النظام المباركى الذين صنعوا حصان طروادة فيما يسمى بجبهة «مصر بلدى»، انقسموا ما بين من يفاوض قائمة الجنزورى ومن يؤكد على تشكيل قائمة مع بعض الأحزاب الأخرى، وحزب الحركة الوطنية بقيادة الجنرال أحمد شفيق أعلن أنه يعد قائمة على رأسها الجنرال، آملين أن تكسب هذه القائمة فيعود الجنرال فى ظل الحصانة البرلمانية كحل للقضايا والبلاغات التى تم إحالتها للنيابة العسكرية وباقى الملاحقات القضائية التى تطال الجنرال، وحزب المؤتمر والتجمع وأحزاب «فلولية» أخرى تحت مسمى آخر تشكل قائمة أخرى يتردد أن السيد عمرو موسى ينسق مع الجنرال ومع الوفد ومع مصر بلدى إلخ، ثم د. عبدالجليل مصطفى ومجموعة من الشباب وآخرين يعدون قائمة، والسجين السابق المهندس أحمد عز يحاول لم أشلاء الفاسدين من لجنة السياسات، ويرسل الرسل إلى كل اتجاه من أجل العودة إلى الحياة السياسية مهما كلفة الأمر وبالفعل نجد أسماء بعينها سبق تقديمها لمحاكمات بتهمة الفساد حتى فى عصر مبارك تملأ لافتاتها وأموالها الأحياء والدوائر الانتخابية! 

لا أحد بشكل معلن يؤيد قائمة د. كمال الجنزورى سوى حزب المصريين الأحرار وسط هجوم من «إعلاميى الفلول والإعلام الأمنى» بشكل طائفى وبغيض. 

كل تلك الجبهات لن تؤدى إلا إلى خدمة الإسلاميين عبر تفتيت الأصوات المدنية، وأن أى إعادة بين أى قائمة مدنية وأخرى إسلامية خاصة قائمتى الصعيد وإسكندرية - مطروح سيكون الفوز لا قدر الله من نصيب الإسلاميين، علمًا بأن الإسلاميين قد شكلوا قوائم فى الصعيد والإسكندرية - مطروح بتحالف من «النور والوطن والبناء والتنمية والوسط ومصر القوية»، وتضم هذه القوائم أقباط ونساء خاصة قائمة الصعيد. 

الحصانة يا الزنزانة 

وأبواق الإعلامى المباركى تنعق ضد ثورة 25 يناير وتبشر بعودة الجنرال من المنفى الاختيارى، وكأنه أبو زيد الهلالى شفيق!!، وفى هذا المناخ هناك مؤشر لظاهرة أخرى جديدة، وهى تحول عديد من الشخصيات الوطنية من المفكرين والكتاب والإعلاميين من التأييد المفرط إلى معارضة ملفتة للنظر للرئيس السيسى، وعلى سبيل المثال خلال تلك الفترة تم رصد «17» مقالا وآراء إعلامية بثت فى الفضائيات لانتقاد الرئيس السيسى بشكل شبة منظم فى قضايا: «مش قد الشيلة»، يقوم بافتتاح كبارى ومناسبات فى إعادة لممارسات النظام القديم، تحصين نقد ثورة 25 يناير. وقضايا أخرى، ومن الملاحظ أن كل من كتب أو وجه تلك الانتقادات كانوا من «دراويش الرئيس».. ومن الذين كانوا يتفاخرون بأنهم من قادة حملته الرئاسية، ويبدو أن هؤلاء كانوا يتعشمون فى مواقع قيادية تنفيذية أو على الأقل مكان فى المقاعد الأولى فى لقاءات الرئيس، والبعض منهم إن لم يكن نصفهم من أنصار الجنرال شفيق وليس أمامهم سوى الدفاع عن أكل عيشهم بقليل من المعارضة الشكلية للرئيس السيسى، أو أن البعض من هؤلاء فى معية رجال أعمال محسوبين على لجنة سياسات جمال مبارك، الأمر الذى جعلهم فى حرج، ولا يتوقف الأمر على معارضة الرئيس السيسى، بل إذا توقفنا عند ما يتعرض له قداسة البابا تواضروس سنجد أن هناك «22» مقالاً وموضوعًا موجهًا ضد البابا مثل «كثير السفر للخارج على حساب مهامه فى مصر، مفرط فى وطنيته وتصريحاته المؤيدة للسيسى على حساب مطالب الأقباط مثل «عدم استكمال بناء الكنائس التى حرقت وهدمت فى أغسطس 2013 بعد فض الاعتصامات الإرهابية»، ووصل الأمر إلى أن أحد الكتاب الأقباط كتب موضوعًا عن عزل البابا مستعينًا برسائل إلكترونية مجهلة، وتخصصت إحدى المجلات الشهيرة فى تخصيص مساحة أسبوعية للهجوم على البابا»، ولم يقتصر الأمر على ذلك بل يحاول فلول جمال مبارك وأحمد عز اختراق المقر الباباوى من أحد الباحثين الأقباط قريبى الصلة من أحمد عز وأحد الأجهزة، وذلك بالإيحاء «كعادة هؤلاء» أنه مقرب من الرئاسة! الأمر الذى أدى إلى محاولات خدش القرار المستقل للبابا، ومحاولة التدخل لصالح أساقفة محسوبين على نظام مبارك وإبعاد أساقفة آخرين لهم مكانتهم المستقلة عن النظام المباركى، والإيحاء للمرشحين الأقباط فى القوائم أن لهم سطوة تؤهلهم لترشيحهم فى القوائم، الأمر الذى يؤدى إلى تسييد أسماء مرشحين من موظفى ومريدى الأجهزة وليس من الكفاءات المهنية أو الوطنية!!، على الجانب الآخر قامت أقلام لا تقل «وطنية» بالهجوم على مشيخة الأزهر.. بما ينتقص من وسطية واعتدال المشيخة «10مقالات وآراء إعلامية»، ولا نغفل محاولات استغلال الدستور «الموسوى» فى تحويل الرئيس إلى مسئول من الدرجة الثانية بعد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب.. إننا أمام مخطط معلن تمهد له بعض الدوائر المالية والإعلامية لإعادة نظام مبارك عن طريق الزحف على السلطتين التشريعية والتنفيذية، وابتزاز الأزهر والكنيسة وإطلاق الشائعات لكسر مكانة المؤسسات الوطنية! 

يحدث ذلك المخطط المعلن فى ظل تزاحم أغلب الأحزاب على القوائم، وعدم الاهتمام بالدوائر الفردية ما عدا الفلول وحزب المصريين الأحرار والإسلاميين، وتأهب أنصار الإرهابيين للتصويت الانتقامى، وتزاحم أغلب النخب القبطية على منافع شخصية جعلتهم يقعون تحت سيطرة الفلول أو مقاولى الانتخابات والأمنجية دون جدوى، وصياح البعض الآخر منهم بأصوات مرتفعة دون مضمون، والبحث عن أدوار لا وجود لها تحت مسميات لتنظيمات وهمية، كل ذلك ولا تشريعات لصالح الأقباط شرعت، ولا كنائس حرقها الإرهابيون تم تسليمها، وحتى غرفة لإقامة الشعائر فى إحدى قرى المنيا أغلقت ولم تفتح، والانتهازيون والجهلاء وعملاء السفارات والأحزاب الإسلامية من النخب القبطية يتسيدون الموقف!! 

 

إننا أمام مخطط متكامل لا أحد يحتاط منه، لأن البعض يعانى من «أوهام القوة» والبعض الآخر فاقد للرؤية، اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد. 


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع