الأقباط متحدون - جماعة الإخوان.. إلى أين؟
أخر تحديث ١٩:٤٢ | الأحد ٢١ ديسمبر ٢٠١٤ | ١٢كيهك ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٢٢ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

جماعة الإخوان.. إلى أين؟

جماعة الإخوان
جماعة الإخوان

قطعا للرتابة- وربما الملل- سوف أرجئ حديثنا عن «البنا فى الميزان» إلى الأسبوع المقبل، وأستأذن القارئ فى الحديث اليوم عن جماعة الإخوان: إلى أين؟ على الأقل فى المستقبل المنظور.. أبدأ فأقول إنه من سوء حظ الجماعة أن جاء على رأسها، فى الفترة التى سبقت ثورة ٢٥ يناير مباشرة، قيادات متواضعة للغاية، معدومة الكفاءات، ومحدودة القدرات بشكل يدعو للشفقة والرثاء.. كان موقفها إزاء الثورة مترددا، بل خانت رفاق الثورة، ووافقت على الحوار قبل رحيل مبارك.. بعد قيام الثورة عقدت صفقات مع المجلس العسكرى للحفاظ على النظام السابق..

 البداية كانت من «التعديلات الدستورية» التى بعثت الحياة فى الدستور الذى سقط بفعل الثورة.. لم تكن هذه القيادات غير مدركة ولا واعية بما تتطلبه طبيعة اللحظة التاريخية، ولم تكن على مستوى التحدى، بل كانت دونه بكثير.. وبدلا من أن تعيد ترتيب البيت من الداخل، وتسد الثغرات، وتراجع الأفكار ومدى صلاحيتها للظروف الجديدة، وتعدل نظمها ولوائحها وفقا واتساقا مع الحرية التى جلبتها الثورة، أقول بدلاً من ذلك كله غلبتها انتهازيتها وشبقها نحو السلطة..

كانت كمن يخوض معركة حربية حديثة بسيوف خشبية.. وكان الفشل الذريع والهزيمة الساحقة. تصور الناس أنهم سيعوضونهم عن سنوات المعاناة الطويلة التى عاشوها فى ظل حكم مبارك، لكنهم فوجئوا بما لم يكن فى التصور ولا فى الحسبان، خاصة بعد ثورة تطلعوا فيها إلى تحقيق أحلامهم فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.. فلا عيش حصلوا، ولا حرية حققوا، ولا عدالة اجتماعية بلغوا، ولا كرامة إنسانية وصلوا.. للأسف لم يختلف الإخوان عمن سبقوهم.. تخلوا عن قيم الإسلام، وعدوا فأخلفوا، بل كذبوا.. وفى خلال عام واحد أضاعوا حلماً جاهد أسلافهم فى سبيل تحقيقه أكثر من ٨٠ عاما. قدم الإخوان فى مصر نموذجا سيئا ورديئا للحكم..

ومن المؤكد أن هذه التجربة سوف تظل محفورة فى ذاكرة ووعى المصريين على مدى عقود طويلة.. كانت هى التجربة الأولى للإسلاميين، وأعتقد أنها سوف تكون الأخيرة.. لقد دفعوا الشعب المصرى دفعا للثورة عليهم.. كما دفعوه أيضاً لاختيار السيسى رئيساً. والآن يدفعونه للتغاضى عن تجاوزات الممارسات الأمنية. هم لا يدركون أنهم يعطون المبرر القوى لتصفيتهم وتشتيت شملهم وتقطيع أوصالهم، وللوسائط الإعلامية- غثها وسمينها- للهجوم عليهم والنيل منهم والتشفى فيهم. قطاعات عريضة من الشعب أصبحت لا تطيق، بل تتأفف عند سماع أخبارهم. حجم الكراهية غير مسبوق.. لو أن هناك من يريد الإساءة إليهم، وتجريحهم، وتشويه صورتهم، ما استطاع أن يقوم بمثل ما يقومون به نحو أنفسهم.. هل لأنهم يتصرفون طبقا للمثل «ضربوا الأعور على عينه قال: خسرانة خسرانة»، وأنه لا يوجد لديهم شىء يحافظون عليه، أم أنهم يسعون لاستثمار المظلومية لأقصى مداها، أم يريدون الحفاظ على التنظيم من التفكك، أم يراهنون على انهيار الدولة، وهو الشىء الذى لن يحدث؟! إن بعض شباب الإخوان انشق عن الجماعة، والبعض الثانى تركها وأصبح لا علاقة له حتى بأى التزام أخلاقى، والبعض الثالث (وهو يمثل الأغلبية) يقف سلبيا إزاء ما يحدث، والبعض الرابع (وهو قليل) يقوم بالتظاهرات والتخريب والتدمير.. هم لا يدركون أن اعتمادهم على الإدارة الأمريكية ينزع عنهم ورقة التوت.

 الآن لا هم جماعة دعوية تربوية، ولا هم حزب سياسى.. هم جماعة تخريبية، ينتظرها مستقبل مجهول، لكنه مظلم. يقال إن الفكرة لا تموت، وأقول: هذا فى حالة الأفكار الصحيحة والسليمة، أما الأفكار التى يختلط فيها الحسن بالردىء، فهذه تحتاج إلى تنقية وتصويب وتطوير، إن كانت تريد بقاء واستمراراً.. فى تصورى، سوف تمضى سنوات- وربما عقود- حتى يعود الإخوان إلى المجتمع المصرى مرة أخرى، لكن بعد مراجعة فكرهم ومواقفهم، وقبل ذلك وبعده اعترافهم بأخطائهم وخطاياهم، ومن ثم اعتذارهم للشعب المصرى.. حينذاك، وحينذاك فقط، يمكن أن يكون هناك قبول، لكن بشكل مختلف تماماً عما كانوا عليه.

نقلا عن المصرى اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع