طرحت بي بي سي على الكاتب باتريك بيلو سؤالا حول استمرار مجلة شارلي إبدو دون تغيير في سياستها في معالجة المسائل الخلافية مثل تقديم رسوم النبي محمد.
باتريك بيلو هو أحد كتاب المجلة الفرنسية الساخرة شارلي إبدو. وكان على وشك الوصول لينضم الى الموجودين في المجلة وقت الهجوم الذي تعرضت له الساعة 11.20 يوم الاربعاء الماضي وأسفر عن مقتل 12 شخصا، ولقى خمسة اشخاص آخرين مصرعهم في هجوم في مكان آخر في باريس في يوم تالٍ.
لكن بيلو وصل إلى مقر المجلة بعد وقت قصير من الهجوم.
وشرح بيلو لمراسل بي بي سي فيرجال كين لماذا لا يمكن للمجلة أن تتوقف عن بعض ما تنشره ولماذا عليها أن تستمر بنفس الطريقة.
س: لماذا قررتم نشر هذا العدد الخاص؟
ج: عندما حدث الهجوم ولقى 17 شخصا مصرعهم، فإن هذا لم يؤثر فقط على فرنسا او على صحيفة شارلي إبدو، لكن الهجوم كان على أوروبا بأكملها وعلى الديمقراطية في كل مكان. هذا الهجوم الرهيب على الرسامين والصحفيين يمثل هجوما على كل الاعلام والديمقراطية. يجب ألا نخاف وألا نتقاعس بل علينا أن نقف في مواجهة ذلك. دلالة اصدار هذا العدد هي أن نقول إننا نواجه ما حدث وإننا قادرون على الاستمرار وسنخلق عالما أفضل.
س: معظم المسلمين الذين تحدثت اليهم عبروا عن غضبهم الشديد تجاه الهجوم على صحيفتكم وتجاه القتل. لكن الكثيرين منهم أيضا قالوا إنهم لا يفهمون اهانتكم لدينهم بلا مبرر.
ج: أعتقد أن بعض المتاحف والمكتبات تضم صورا لمحمد منذ العصور الوسطى. أي أنه ليس في ذلك شيء موجه ضد المسلمين. كما أن الارهابيين لا يتحدثون باسم القرآن. كنا سنخسر لو أننا استخدمنا لغة الكراهية، أما السخرية بهذه الطريقة مما تقوله أحدى الديانات، كما فعلنا مع ديانات أخرى، وكما فعلت الصحيفة بالسخرية من البابا، والكاثوليك والمسيحيين وغيرهم، فإن هذا يعني أن الاسلام، كسائر الديانات، مندمج مع غيره وجزء من كل. فعدم الاحترام او التبجيل، كما هو الحال مع الآخرين، يعني ببساطة أننا أحياء وأننا نقوم بعمل ثقافي.
س: أنت تعرف أن في القيام بذلك خطورة في وقوع هجمات دموية أخرى...
ج: كانوا سينتصرون لو توقف الرسامون عن الرسم. ثمانية من أصدقائنا ماتوا. والعدد الكلي للناس الذين ماتوا 17 شخصا. لأن اليهود الذين قتلوا كانوا مثلنا. اليوم نحن جميعا مسلمين ومسيحيين ويهودا وعلمانيين، متضامنين ضد ما يصل إلى حد نازية العصر الحديث او فاشية العصر الحديث. علينا أن نفعل ذلك، ليس فقط هنا في مكاتب شارلي إبدو، بل في كل مكان وفي كل بلد في العالم.