بقلم رامى جلال | الأحد ١ فبراير ٢٠١٥ -
١٠:
٠٩ ص +02:00 EET
عملية تشكيل اللجان فى مصر هى إحدى وسائل إفشال الأمور وتهدئة الرأى العام، لينام الأمر وينعس الرأى العام نفسه. ولكل قاعدة استثناء، ولذلك كان ما حدث فى تحالف «صحوة مصر» الانتخابى هو العكس تماماً، لذلك كانت التجربة بمثابة «صحوة مصر» من النوم. وخلاصة التجربة هى أن أكثر من ثمانين شخصية عامة كونوا الاتحاد المدنى الديمقراطى «صحوة مصر»، واختاروا لجنة محايدة من عشرة أشخاص مهمتها فى مدة شهر أن تختار من بين أكثر من ألف ترشيح قوائم فئوية تقوم على الكفاءة، وتبتعد عن المحاصصات الحزبية لخوض انتخابات مجلس الشعب القادمة، وخلق كتلة تتمتع بالكفاءة إنقاذاً للمجلس من حالة السيولة السياسية المميتة. مع ملاحظة أن أعضاء اللجنة مُنع عليهم الترشح على أى قائمة، وللانتباه أن الاختيار كان قائماً على معايير مثل الكفاءة والجدارة، وكان هناك إصرار أن تحتفظ قوائم «صحوة مصر» بقدر عال من النقاء بعيداً عن شوائب من أفسدوا فى نظامى المخلوعين الأول والثانى، ولم يكن هناك استلاب تجاه شعبية شخص أو ثروته أو نفوذه، بل كفاءته فقط، والحكم على التجربة سيكون للشعب وللتاريخ.
شرفت باختيارى متحدثاً رسمياً للاتحاد المدنى الديمقراطى، وعضواً فى اللجنة المحايدة لاختيار المرشحين، التى جمعتنى بأساتذة كنت ألقاهم بين دفتى كتاب أو فى خبر صحفى، أدباء ومفكرون وفنانون وسياسيون أضافوا الكثير لمحتواى الفكرى. وقد لاحظت بحكم وجودى مجموعة أمور تتعلق بالوضع الحزبى العام، وأخرى تتعلق بالحالة المهنية للمجتمع الصحفى، أكتفى الآن بذكر المجموعة الأولى، وهى أمور معبرة عن رأيى الشخصى ولا تعبر بالضرورة عن رأى الاتحاد المدنى الديمقراطى «صحوة مصر».
١- أثبتت التجربة أن الأحزاب جميعها حتى الكبيرة منها لا تستطيع أن تُكون «قائمة عفش»، فما بالك بقائمتين انتخابيتين إحداهما أساسية والأخرى احتياطية، كل منهما تتكون من مائة وعشرين مرشحاً. الحل عند البعض كان فى الاستعانة برديف الأحزاب والأنظمة الأخرى لتسكين الأسماء بغض النظر عن أى اعتبارات.
٢- الكثير من الأحزاب لا تمثل إلا أعضاءها محدودى العدد والمتقولبين حول أنفسهم لأسباب خارجة عن إرادتهم، تتعلق بالمناخ الحزبى والقوانين المُقيدة، وأسباب أخرى من صميم أفعالهم تتعلق بالتعالى والنرجسية والحياة فى عالم افتراضى لا يشعر بالواقع ومن به.
٣- بعض الأحزاب فى سعيها لدخول أى قائمة دون مبدأ واضح هى فى الحقيقة عبارة عن فيروسات خطيرة تريد أن تستوطن عائلاً وتركبه، تماماً مثلما فعل الإخوان بالثورة.
٤- القوائم الحزبية لا مستقبل لها قبل توحيد كل أحزاب التيارات المتشابهة، فلا مبرر لوجود عشرات الأحزاب التى تمثل اليمين بكل أطيافه، ومثلها تعبر عن اليسار بدرجاته المختلفة.
٥- بعض الأحزاب لا يهمها إلا «شرف العيلة»، هذا الشرف منعها من الذهاب لـ«صحوة مصر» إعمالاً لمبدأ «اللى عاوزنى يجيلى أنا مابروحش لحد»، وهذا الشرف يمنعها أيضاً من التواجد فى قائمة لا تحمل اسمها المباشر. «شرف العيلة» لا يهمه المصلحة الوطنية بل الإعلانات الحزبية، مع ملاحظة أن هذه الكيانات أصلاً هزيلة وهزلية، لكنها الحمد لله عايشة بشرفها!
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع