د. مصطفى السيد عالم جليل أحترمه وأقدره وأفخر به، ولكنى مندهش من أنه وقع فى هذا الفخ الإعلامى وانساق للدوران فى ترس التفكير المصرى الذى لا يحترم العلم بل يكرهه، لماذا يصاب العلماء الذين لمعوا فى تربة العلم الغربية الخصبة بهذه العدوى المصرية الفيروسية التى تصيب المنهج العلمى بالجدب والعقم وتجعلهم يتركون نهر العلم النظيف إلى بركة الخرافة الآسنة؟! هناك بعض الأسئلة التى يجب أن أطرحها على د. مصطفى السيد حتى لا يتحول «عبدالعاطى» إلى منهج حياة وأسلوب علم ومنهج بحث، وحتى لا يتحول الذهب إلى كفتة: - هل أجرى د. مصطفى السيد تلك التجارب على البشر فى أمريكا مثلما سيجريها فى مصر؟ وإذا كانت لم تطبق وتجرى وتستكمل فى أمريكا فلماذا سارع إلى تجريبها فى مصر على البشر كما ذكر الخبر المنشور بأن وزارة الصحة وافقت وستجرى التجارب؟ - هل يستطيع د. مصطفى أن يعقد هذا المؤتمر الصحفى قبل «phase 1» أى المرحلة الأولى للتجارب على البشر كما فعل هنا فى مصر؟ أقولها وأنا متأكد، إنه لا يمكن أن يعقد مؤتمراً صحفياً ولا إعلامياً تغطيه كاميرات الفضائيات بهذا الشكل الإعلانى الفج فى أى بلد تحترم نفسها علمياً، هذا الكلام والسلوك مستحيل، فأمريكا وأوروبا وأى بلد يحترم العلم ويحترم نفسه يعتبر أن هذه الضجة الإعلامية جريمة لا أخلاقية ولا تنتمى للعلم ولا للبحث العلمى بأى صلة، وعيب وحرام أن يُعقد مؤتمر صحفى بهذا الشكل يتحدث عن تجارب ما زالت قيد البحث وليس لها أى مردود ملموس ومعترف به علمياً. - من سيحاسب على ترويج تلك الأوهام الزائفة وسقف التوقعات الكاذب وبحث المرضى وأسئلتهم وطلباتهم فى عيادات الأطباء من الآن عن علاج الذهب، وتأجيل بعضهم لطرق العلاج المعتمدة بحجة انتظارهم لهذا العلاج؟! - كيف تصرح سيادتك بأن العلاج آمن وأنت لم تجر تجارب «phase 1» التى مهمتها الأساسية معرفة الأمان وبعدها مرحلة أخرى لمعرفة مدى سمية الدواء؟ وهل إجراء التجارب على 14 حيواناً بنسبة 50% يعنى نجاح الدواء الذى من الممكن أن يكون ناجحاً فى الحيوان وفاشلاً فى الإنسان بل وضاراً له؟! - هل لدينا قانون ينظم إجراء تلك التجارب على البشر؟ أنا لست ضد التجارب الإكلينيكية على المصريين ولكن بشرط أن تمر بنفس المراحل التى يمر بها الأمريكان وبنفس درجة الانضباط وبنفس القانون الذى هو غائب عن مصر تماماً وبح صوتنا بالمطالبة به. السؤال الأخير للدكتور عادل عدوى: كيف منحت الموافقة للدكتور مصطفى السيد وتحت أى بند وتحت مظلة أى قانون فى نفس الوقت الذى تمنعها فيه عن أطباء كثيرين وهيئات بحثية كثيرة؟ هل لأن المعالج بالذهب يرتدى برنيطة أمريكية مع كامل الاحترام لشخصه وعلمه؟ وهل لا يعرف الوزير أن العلاج الموجه للسرطان على سبيل المثال استغرق عشرين سنة من البحث المضنى حتى خرج إلى النور، وأن هناك نوعيات منه بعد أن تخطت مرحلة رقم واحد واثنين ألقى به فى سلة المهملات لأن المقارنة بينه وبين الأدوية الموجودة أثبتت أنه أقل فاعلية وخسرت تلك الشركات ملياراتها ولكنه العلم وخطوات العلم التى لا يهمها إلا الحقيقة العلمية فقط وفائدة المريض وأمانه فقط. أخيراً، أعرف أن الكثيرين سيصفوننى بأننى أضرب كرسياً فى الكلوب وغاوى تحطيم لآمال الناس وأحلام العلماء، ولكن فرقاً كبيراً بين الحلم والوهم، ولا بد أن نتعلم من أخطائنا، و كل غرضى وهدفى أن نحترم الطب القائم على الدليل وصرامة المنهج العلمى فى البحث وعدم بيع الوهم للمرضى، وفى النهاية لا يُلدغ المؤمن من سيخ كفتة مرتين!!
نقلا عن khaledmontaser.com