بقلم – أماني موسى
بتنا نعيش واقع أكثر مأساوية ودموية، موجع على كل المستويات، لا يمر يوم أو ساعات قليلة دون سماع خبر قتل هنا أو ذبح وتفجير هناك، وضحايا هنا وضحايا هناك، بدرجة بات معها من الأسهل بل من الأوقع أن يهل علينا مذيع نشرات الأخبار قائلاً: موجز الأخبار بعض الأشخاص قاموا بقتل بعض الأشخاص لخلافات ما بتحريض من جهات ما ودعم من حكومات ما! وذلك اختصارًا لكل المشهد المأساوي الذي نحياه.
ولكن لداعش رأيًا أخر إذ تصر أن تنقل لنا ما تقترقه يداها من جرائم يندى لها الجبين، بشكل مصور لبث الرعب في النفوس، نرى عناصرها يتلذذون بالقتل والذبح وفقأ الأعين، نرى الشر متجسد في كل جزء بجسدهم ويفوح من كلامهم وعيونهم، نرى الشيطان مصفقًا لهم بكلتا يداه على حسن صنيعهم لمملكته.
وكان آخرهم مشهد ذبح الـ 21 مصري مسيحي على إحدى شواطئ مدينة سرت الليبية لنجد هدوء وسكينة أنزلها الله على قلوب المذبوحين، بعضهم متأمل بالسماء والآخر يتمتم بكلمات لإلهه طالبًا العون للمواجهة، وبعضهم يبكي من هول المشهد وخوفًا على ما تركه من أبناء وأسرة لا يدري مصيرها بعده.
وعلى الجانب الآخر تجد صف داعش يقوم بتوجيه رسالة إلى الأقباط ملقبين إياهم بـ أمة الصليب، يتوعدونهم فيها بالقتل والذبح وسفك المزيد من دمائهم، في معركة مفتوحة إلى يوم القيامة!
ورغم كل مشاعر الحزن التي لا يتمكن حرف اللغة من توصيفه وصياغته في قالب بعينه، إلا أنه على داعش قراءة كتب التاريخ كما تقرأ كتب ابن تيمية، لتتعلم وتعي الدرس جيدًا أن أبواب الجحيم لن تقوى عليها، وأن ممالك وإمبراطويات هزمت ورحلت وبقيت الكنيسة، وبقيت المسيحية.
وعليهم أن يقرأوا من تمكن من مواجهة المغول والتتار سابقًا وعلق رؤوسهم على أحد شوارع القاهرة، قادر مجددًا على مواجهتهم، فلا تنسوا اسمها القاهرة، أنها القاهرة لكل أعدائها بأذن الله ومشيئته.. ترحل الأشخاص وتبقى الأوطان يا أعداء الله والدين والأوطان والإنسانية.