الأقباط متحدون - ما بعد حرب أكتوبر «٢٨»
أخر تحديث ٠٦:٥٨ | الاثنين ٢ مارس ٢٠١٥ | ٢٣أمشير ١٧٣١ ش | العدد ٣٤٨٩ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

ما بعد حرب أكتوبر «٢٨»

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

بقلم   مراد وهبة  
يقول موردخاى بار- أون فى كتابه «بحثاً عن السلام»: «فى حرب أكتوبر انقلبت فجأة سكينة شعب إسرائيل إلى فزع. وكان ذلك اليوم هو عيد الغفران أقدس أيام العام عند اليهود، ويقضيه معظم الإسرائيليين فى الصلاة والعبادة للتكفير عن ذنوبهم». إذن كانت حرب أكتوبر مفاجئة لمؤسسة الدفاع الإسرائيلية.

والسؤال إذن: لماذا كانت مفاجئة؟

لأن مخابرات الدفاع الإسرائيلية وإن كانت قد اكتشفت بعض الإشارات المهددة قبل بداية الحرب إلا أنها تعاملت معها على أنها مجرد احتمال ضعيف لهجوم محدد. غير أن أقصى مفاجأة لم تتضح إلا مؤخراً، إذ ظلت لغزاً لدى إسرائيل لفترة، هى أن إسرائيل يمكن أن تخسر حرباً حتى لو كانت لديها السيادة العسكرية. فقد قتل أكثر من ثلاثة آلاف جندى إسرائيلى. ومن هنا كان لدى الإسرائيليين رغبة فى تأسيس حركات سياسية خارج قنوات الأحزاب من أجل التأثير على سياسة الحكومة الإسرائيلية، وقد كان

إذ قامت مظاهرات فى شتاء عام ١٩٧٤ بقيادة جماعات يسارية موالية للسوفييت ضد حكومة بن جوريون الموالية للغرب، ومظاهرات أخرى بقيادة جماعات دينية متطرفة للاحتجاج على التعدى على الشرائع الدينية. واللافت للانتباه عند موردخاى ملاحظته القائلة بأن قلة من قادة هذه المظاهرات قد أسهمت بعد مرور ثلاث سنوات على عام ١٩٧٤ فى الانضمام إلى جماعات السلام التى تأسست بعد زيارة الرئيس السادات للقدس فى عام ١٩٧٧. إلا أن هذه القيادات قد اختفت من المسرح السياسى. وسبب هذا الاختفاء، فى رأى موردخاى

مردود إلى أنه قد أصبح من الخطورة احتكار السياسيين للعمل السياسى. ومن هنا أصبحت المظاهرات الجماهيرية عنصراً أساسياً فى الثقافة السياسية بعد حرب أكتوبر، بل أصبحت بديلاً عن القيادات الدينية التى فشلت فى إصلاح الوضع القائم أو فى البحث عن بديل. وكان من شأن ذلك أن نشأ تيار مضاد يدعو إلى تكثيف المستوطنات وتوسيعها. ومن هنا ثانياً ازدهرت حركة أصولية يهودية اسمها «جوش أمونيم» ومعناها «جبهة المؤمنين» كانت قد تأسست بعد حرب عام ١٩٦٧.

رفضت معاهدة كامب ديفيد لأنها ترى أن إسرائيل دولة «مقدسة»، ومن ثم فإن التنازل عن أى جزء من الأرض يعتبر هرطقة لأن أى جزء هو منحة من الله. ولهذا دعت هذه الحركة إلى إقامة المستوطنات فى الضفة الغربية بهدف العودة إلى أصول الروح الصهيونية. ولهذا فإن شعارها «كمال اليهود ووحدتهم من كمال أرض إسرائيل»

أى أن أرض إسرائيل هى الضامن الوحيد لليهودية. وقد قيل إن جذور هذه الحركة مردودة إلى الهجوم الذى كانت تشنّه الجماعات الدينية المتطرفة على التيار العلمانى الذى كان يشكل التيار الأساسى للحركة الصهيونية من أجل صبغها بصبغة دينية لتغيير الروح الانهزامية التى هيمنت على الشعب الإسرائيلى. ومن هنا ثالثاً ازدهرت حركة جوش أمونيم فى الفترة من ربيع ١٩٧٤ إلى خريف ١٩٧٧. فقد استقلت عن الحزب الدينى الوطنى فى بداية عام ١٩٧٤ ووصل عدد المستوطنات فى الضفة الغربية إلى ١٢٠٠٠٠ مستوطنة.

والسؤال إذن: هل ثمة تماثل بين ما حدث فى إسرائيل وما حدث فى مصر؟

أخرج عن النص لأجيب.
نقلآ عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter