قال البابا فرنسيس إن استقالة سلفه بنديكتوس السادس عشر يجب ألا تعتبر استثناء بل ان تكون ممارسة مؤسسية، مشيرا إلى أنه قد يسير على ذات النهج، وأكد اشتياقه للخروج وحيدًا وشراء البيتزا دون أن يعرفه أحد.
 
اشار البابا فرنسيس الى إمكانية تنحيه قبل انتهاء بابويته على غرار سلفه البابا بنديكتوس السادس عشر الذي كان اول بابا يستقيل منذ 600 عام عندما أقدم على هذه الخطوة في عام 2013. 
 
وقال البابا فرنسيس في مقابلة مطولة مع قناة تليفيزا المكسيكية بمناسبة مرور عامين على انتخابه "لدي احساس بـأن بابويتي ستكون قصيرة ـ اربع أو خمس سنوات لا أدري ، بل حتى سنتين أو ثلاث سنوات".  واضاف "ان الرب وضعني هنا لفترة قصيرة ولا شيء أكثر".
 
وشدد البابا فرنسيس على ان استقالة سلفه بنديكتوس "يجب ألا تعتبر استثناء بل ان تكون ممارسة مؤسسية".
 
يفتقد البيتزا والخروج
واعترف البابا فرنسيس البالغ من العمر 78 عاما أن أشد ما يفتقده منذ اصبح بابا هو ان يتمكن من الخروج ويشتري بيتزا دون ان يتعرف اليه أحد.   وعقد البابا مقارنة بين وضعه رئيسا للكنيسة الكاثوليكية التي ينتمي اليها 1.2 مليار شخص في العالم وحياته حين كان أسقف بوينس ايريس قائلا انه في العاصمة الأرجنتينية كان "جوالا" يتنقل بين الكنائس ولكن "هذه العادة تغيرت بكل تأكيد وكان التغير عملا شاقا لكن المرء يعتاد عليه".
 
القيود على الحركة
وتابع البابا فرنسيس حديثه قائلا ان الشيء الوحيد الذي يندم عليه بعد ان أصبح بابا الكنيسة الكاثوليكية هو القيود المفروضة على حركته لأسباب تتعلق بالمخاوف الأمنية اساسا.
 
وبعد عامين على انتخابه سُئل إن كان يحب ان يكون بابا فأجاب "ليس لدي مانع". 
 
حقيبة صغيرة
وأوضح البابا فرنسيس انه عندما غادر الى روما لحضور مجمع الكرادلة المغلق الذي ينتخب بابا الفاتيكان لم تكن لديه فكرة انهم سينتخبونه وانه جاء يحمل معه حقيبة صغيرة متوقعاً ان يعود على متن أول طائرة مغادرة الى الارجنتين بعد انتخاب خلف للبابا بنديكتوس السادس عشر.
 
الفساد المالي
واشار البابا فرنسيس الى المقاومة التي واجهها عندما حاول تطهير الفاتيكان من الفساد المالي قائلا ان الادارة المركزية للكنيسة الكاثوليكية هي "آخر بلاط في اوروبا" في حين "ان البلاطات الأخرى وصلتها ديمقراطية ، حتى الأكثر تقليدية بينها".  واضاف "هناك شيء في البلاط البابوي يحافظ بطريقة ما على تقليد سلفي". 
 
كما تطرق البابا في المقابلة الى الهجرة في العالم معربا عن تعاطفه مع معاناة اللاجئين الهاربين من الفقر والجوع والحروب.  وتناول ايضا اسباب العزوف عن الكنيسة الكاثوليكية ، ومنها ما سماه "المواعظ الكارثية التي لا تصل الى القلب".
ومن المواضيع الأخرى التي تحدّث عنها البابا في المقابلة التي نشرت اذاعة الفاتيكان ترجمتها من الاسبانية ، إصلاح الجهاز البيروقراطي للكنيسة الكاثوليكية وفضيحة الاعتداءات الجنسية التي ارتكبها قساوسة على قاصرين.