الأقباط متحدون - لنكن أنفسنا أولا
أخر تحديث ٠٤:٣٧ | الخميس ١٩ مارس ٢٠١٥ | ١٠برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٠٦ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

لنكن أنفسنا أولا

على سالم
على سالم

 الواحدية لله وحده سبحانه وتعالى. ربما كان هذا هو السبب في أن الكلمة ومشتقاتها اكتسبت قداسة عند صناع الكلمات والأفكار العربية. ربما أيضا كانت هذه القداسة هي ما أكسبت بعض التعبيرات العربية سحرها ومنها كل الكلمات والشعارات والدعوات التي تتناول موضوع «الوحدة العربية» بوجه عام، والتي يتفرع عنها بالطبع المصطلح الشهير «القومية العربية» المفهوم إلى حد ما. ثم يلد هذا المصطلح تعريفات أخرى كثيرة من الصعب فهمها، كأن يقدم أحد الكتاب نفسه بوصفه «كاتبا قوميا» وبالمقابلة تفهم أن هناك «كاتب قطري» وتبدأ في التساؤل، هل ذلك راجع لنوعية الحبر الذي يكتبون به، أم لنوعية الأقلام..؟ كان ذلك بالطبع قبل ظهور الحاسوب.

أما الفكرة التي ضاعت بسببها أجيال وبلدان فهي الوحدة العربية التي كانت تنادي بها الديكتاتوريات العربية فقط وهي نفس الدول التي عجز حكامها عن حماية شعوبها.. ولكن يظل السؤال هل نحن فعلا في حاجة إلى الوحدة العربية؟ الواقع أنني كنت أنظر لهذه الدعوى من الحكام السلطويين وأقرأ فيها معاني غير معلنة، ومنها أن كلا منهم يقول لزميله: تعال نحط عبيدك على عبيدي ونعمل بيهم دولة واحدة. الواقع أن فكرتي عن العروبة طول الوقت كانت نابعة من أساس ثابت هو أنني عندما أكتب يقرأ لي عربي، وعندما أغني يطرب لي عربي، وعندما أكتب فيلما أو مسرحية أو تمثيلية تلفزيونية يشاهدها عربي، وعندما أقوم بالتدريس يتلقى دروسي طفل أو شاب عربي. هذه هي المساحة التي أتحرك فيها وأعيش منها. وأنا على استعداد للقتال ضد من يحاول حرماني منها. أو قطع عيشي فيها.
 
أقفز إلى الحاضر لأقول، لست في حاجة ولم أكن في حاجة للوحدة العربية. أنا في حاجة فقط لأن تعاملني باحترام وأنا أهبط في مطاراتك، أو أنزل في موانئك أو أعمل في بلدك. إنها مسألة تتعلق بحقوق الإنسان لا أكثر.
 
أما فيما يتعلق بالحيرة التي انتابت عددا كبيرا من الكتّاب هذه الأيام عن كيفية التعاون العسكري بين الدول العربية المستقرة في محاربة الإرهاب.. هل يتطلب الأمر جيوشا موحدة أم مشتركة؟
 
مرة أخرى عادت كلمة موحدة تطل برأسها. ليس مطلوبا أن تكون لدينا جيوش موحدة لاستحالة ذلك عمليا، المطلوب فقط هو القوات المشتركة تماما كما تحدث المناورات بين قوات تابعة لدول مختلفة. المطلوب هو المزيد من المناورات بين الدول العربية المعنية في البر والبحر والجو. إن أكبر مثال على التعامل المشترك الناجح في العصر الحديث كان بين قوات الحلفاء في معركة نورماندي، التي نزلت فيها قوات الحلفاء إلى الشاطئ الأوروبي لتبدأ في مطاردة القوات الألمانية.
 
دعوا المسألة للجنرالات، هم سيجلسون معا ويدرسون إمكانيات كل قوات على حدة ويرسمون خططهم على هذا الأساس. أي تفكير في عمل قوات موحدة أمر لا يشعرني بالاطمئنان.. مشتركة؟ نعم وألف نعم.
نقلا عن الشرق الاوسط

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع