منذ ترشحه للانتخابات الرئاسية، أعن عبدالفتاح السيسي، أن سعيه لحل أزمة سد النهضة يعتمد على فكرة المصالح المشتركة وعن إمكانية زيارته لإثيوبيا قال السيسي: "الذهاب إلى إثيوبيا مش مشكلة ومفيش بيننا عداء.. ونقول إذا تطلب الأمر الذهاب مرة ومرة ومرة عندما يتعلق الأمر بمصلحة الناس دا دور لازم اعمله بكل تواضع". 

 

 عن الحل العسكري للأزمة قال السيسي: "التهديد مش صح .. وفي أسس لحل أي مشكلة.. سد النهضة بمنتهى البساطة فترة ملئ الخزان.. والآثار الجانبية للسد.. ولابد أن نترك مساحة حوار هادئ بيننا وبين إثيوبيا"، لافتا إلى أن "التحرك بفاعلية أكبر" سيضيع الفرصة على المتربصين والذين يشعلون الأزمة.. تلك كانت رؤيته ووجهة نظره لحل الأزمة، والتي بدأ في تنفيذها فور وصوله لسدة الحكم. 

 

الخطوة الأولي في "مالابو"
 

التقى السيسي، برئيس وزراء إثيوبيا، هيالا مريام ديسالين، بعد أقل من شهر واحد من توليه الحكم، في قمة القادة الأفارقة التي أقيمت في "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية، وأصدر الطرفان بيانا مشتركا أسسا خلاله سبل الحوار بدلا من الصدام، وجاءت بنوده تنص على: 
 

١- احترام مبادئ الحوار والتعاون كأساس لتحقيق المكاسب المشتركة وتجنب الإضرار ببعضهما البعض.

 

٢- أولوية إقامة مشروعات إقليمية لتنمية الموارد المالية لسد الطلب المتزايد على المياه ومواجهة نقص المياه.

 

٣- احترام مبادئ القانون الدولى.

 

٤- الاستئناف الفورى لعمل اللجنة الثلاثية حول سد النهضة، بهدف تنفيذ توصيات لجنة الخبراء الدولية، واحترام نتائج الدراسات المزمع إجراؤها خلال مختلف مراحل مشروع السد.

 

٥- تلتزم الحكومة الإثيوبية بتجنب أي ضرر محتمل من سد النهضة على استخدامات مصر من المياه.

 

٦- تلتزم الحكومة المصرية بالحوار البناء مع إثيوبيا، والذي يأخذ احتياجاتها التنموية وتطلعات شعب إثيوبيا بعين الاعتبار.

 

٧- الدولتان تلتزمان بالعمل في إطار اللجنة الثلاثية بحسن النية وفى إطار التوافق.

 

الخطوة الثانية في "نيويورك"
 

خلال زيارة الطرفين إلى نيويورك، لحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة، في نهاية سبتمبر الماضي، التقى السيسي وديسالين، حيث أكدا على الالتزام التام التزامه التام بما تم الاتفاق عليه في مالابو من حيث عدم الإضرار بمصالح مصر المائية وتفهم مصر للاحتياجات التنموية الخاصة بإثيوبيا، والعمل في الفترة المقبلة بشكل مكثف لتعزيز التعاون ليس فقط في المجالات المائية ولكن في كافة المجالات.

دعا رئيس الوزراء الإثيوبي، أواخر يناير الماضي خلال لقائه مع السيسي، على هامش زيارة الأخير لأديس أبابا للمشاركة في فعاليات الدورة الرابعة والعشرين للقمة الإفريقية، لزيارة إثيوبيا، والتحدث أمام البرلمان الإثيوبي، كما اتفقا على تشكيل فريق عمل من البلدين لصياغة خطة عمل تلبي شواغل مصر فيما يتعلق بسد النهضة. هذا وطالب الرئيس السيسي إثيوبيا بتحويل التوافقات بشأن سد النهضة لمرجعيات قانونية تحفظ حقوق البلدين .

 

 

الخطوة الرابعة في "السودان"

أمس، الاثنين، وقع كل من الرئيس عبدالفتاح السيسي، ونظيره السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلا مريام ديسالين، في الخرطوم على وثيقة إعلان مبادئ سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا، والتي تعتبر إطارا اتفاقيا للعمل المشترك بين الأطراف المختلفة بشأن أزمة سد النهضة. 

 

 

بعد انتهاء زيارته إلى السودان سافر الرئيس المصري إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في زيارة هي الثانية لإثيوبيا، التقى خلالها نظيره الإثيوبي، ورئيس الوزراء الإثيوبي، وعقد مؤتمرا صحفيا مع هايلا ميرام ديسالين، أكد فيه على التعاون المشترك، والبناء على وثيقة "مبادئ سد النهضة" لتحقيق منافع مشتركة للبلدين، مؤكدا: "اتفقنا على مبدأ تحقيق المصالح للجميع". 

 

الخطوة السادسة في البرلمان الإثيوبي

هذا، ومن المقرر أن يلقي السيسي كلمة أمام البرلمان الإثيوبي، قال عنها إنه سينقل فيها مشاعر حب المصريين للشعب الإثيوبي، وهي تعد رسالة من الشعب المصري إلى أثيوبيا حكومة وشعبا تؤكد على عمق الروابط التاريخية التي تجمع بين الشعبين، وعلى الحرص على دفع وتعزيز وتوسيع مجالات التعاون المشترك لتحقيق التنمية للجميع وبشكل لا يلحق الضرر بأي طرف.