الأقباط متحدون - التعليم بين نظرية المحشي والتعليب
أخر تحديث ٠٦:٠٨ | الجمعة ٣ ابريل ٢٠١٥ | ٢٥برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

التعليم بين نظرية المحشي والتعليب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 ماجد سمير
في موسم الإمتحان يكرم المرء أو يهان، ويدفع الأب باستمرار إلى أن صاحبه يظهر "ويبان"،  تتحول حياة الأسرة في تلك الأيام المباركة إلى معسكرات تواصل الليل بالنهار بهدف  المذاكرة وحشر المعلومات في رأس التلاميذ والطبة ، الأم في أغلب الأحيان القائمة على شئون إدارة المعسكر تظل خلاله في حالة حميمية مع الكتب والمذكرات والملخصات، تمارس عمليه الحشو التعليمي بمهارة وحرفية شديدين؛ وكما سبق وأن كتبت مرات غير قليلة أن العملية التعليمية في بلادنا تطبق نظرية "المحشي" بكل خطواتها مع الإشارة بشكل دائم  إلى أن الست "أم العربي" مكتشفة النظرية لأنها الوحيدة التي أثبتت- بحكم عملها كواحدة من  أشهر بائعات البنذجان والكوسة والفلفل والكرنب وورق العنب وكل أنواع الخضار الصالحة للحشو- ، أن العلم في بلادنا لايكيل إلا بالبذنجان وهى الجملة التي قالها الزعيم "عادل إمام" (بهجت الأباصيري) في مسرحية مدرسة المشاغبين مع "زغطة" شديدة، وجه بعدها اللوم"لهادي الجيار" (لطفي) على عدم شراءه "جاز" بدلا من "السبرتو" فرد الجيار بطريقة العالم ببواطن قائلا : دا "سبرتو " مطهر.

الأب يتجول إلى ماكينة إنتاج النقود الورقية والمعدنية تخرج من خزينة عمله فورا وبشكل مباشر إلى جيوب المدرسين، عملية اقتصادية بحتة لتدوير سريع للأموال بعيدا عن جيب رب الأسرة، على نهج المثل الشعبي المصري العبقري القائل من "شعيط لمعيط لنطاط الحيط"  أو كما يقوله بعض الناس " من سلقط لملفط لخطاف الأرواح" والنتيجة النهائية حالة مزمنة من الجيوب الخاوية المختلفة تماما عن إضراب الأمعاء الخاوية لأن الخواء هنا في الجيوب والنفود هى التي تضرب بإصرار عجيب عن الدخول فيها والاستقرا بداخلها ولو لفترة قليلة رغم انها تدرك تماما أن خروجها من الجيوب قادم لامحالة .

المشهد المكرر في كل عام دراسي تحكمه قواعد التحالف غير المرئي بين السلطة المصرة دائما على استمرار الحشو، ورجالاها في وزارة التربية والتعليب لأن ماتقوم به لا علاقة له بالتعليم الحشو المتصل لرؤوس التلاميذ يحول العملية إلى عملية تعليب وتقفيل مع ختم يظهر بوضوح على الجبهة فور التخرج فتجد الطالب بعد نحو ستة عشر عاما من التعليب المتصل مغلق الرأس ولايمكن فك شفرته أبدا، ويجني نتائج التحالف المادية المدرسين ومراكز الدروس الخصوصية وخدعة التعليم الدولي التي يلجأ ليها علية القوم آملين في النجاة من فخ "التعليب".

ومن المعروف ان نتائج "التعليب" في بلادنا الحتمية شعوب تجيد تماما الحفظ والصم ، والشعب الحافظ منفذ جيد للقرار سهل القيادة مطيع لايجيد التفكير والإبداع ، وتخشى دائما السلطة في دول العالم العائم في مياه البطيخ من تغيير المناهج طبقا للمقاييس العالمية القائمة على النقد والتحليل والتفكير، لأنها تظن أن الضمان الوحيد لاستمرارها في السلطة يكمن في بقاء التعليم بين التعليم بين نظرية المحشي والتعليب.


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter