نعيم يوسف
شهدت الأيام الماضية العديد من الأحداث مثل حرب اليمن، والجامعة العربية، وحوادث إرهابية وطائفية... وغيرها، وكان من بين السطور قصة أخرى قد يعتبرها البعض بسيطة جدا مقارنة بما سبق ولكنها للأسف أخطرهم جميعا ﻷنها السبب الخفي وراء كل ما سبق... ألا وهي اغتيال العقل ووأد التفكير، الأمر الذي ينتج عنه استمرار الأوضاع والأفكار التي أوصلتنا لما نحن فيه!!!
بالطبع أخطأ المفكر إسلام بحيري عندما وافق على موعد مناظرة مع أحد شيوخ الأزهر ولم يحضر، وعلى الرغم أن هذه الأمور تتكرر وأن بحيري قال في أحد حواراته الأخيرة أنه لا يملك قدرات الإعلامي وانه مجرد مفكر وليس إعلاميا ويرفض المداخلات الهاتفية ﻵنه لا يستطيع التركيز فيها إلا أن القناة قررت الانتقام لنفسها. ووقع "بحيري" في الفخ.
وضعت القناة كرسيا فارغا لاسلام بحيري ونوهت مقدمة البرنامج على أنه تهرب من المواجهة مرارا وتكرارا خلال الحلقة، وعلى الرغم أنهم سمحوا له بمداخلتين أوضح خلالهما أنه خارج البلاد ولم يتهرب من احد. إلا انه تم استخدامهم في حرقه جماهيريا الأمر الذي خصم رصيدا لا يستهان به من شعبيته.
كما يعبر اسلام بحيري والرئيس السيسي مشروعا مهما لمواجهة التطرف الفكري، فإن الإعلامي إبراهيم عيسى كان إحدى حلقات مشروعا مهما لمواجهة الارهاب العملي وذلك بعد أن واجه المملكة العربية السعودية بدعمها للإرهاب في سوريا عن طريق تمويلهم، إلا أن إعلام المملكة قرر الثأر منه، حيث أعلنت قناة "إم بي سي مصر" وقف عرض برنامجه الذي يقدمه على شاشتها مدعية أنه "دون المستوى" وذلك على الرغم من الحقيقة الدامغة التي تؤكد أنه أفضل برامجها.
تزامنت الانتقام من إسلام مع الانتقام من إبراهيم عيسى، وكأننا نشهد ليلة تم فيها أغتيال العقل من وطننا وفقا لحسابات المصالح... وليستمر الوضع كما هو عليه دون تجديد أو تطوير.