الأقباط متحدون - السعودية لن تنااااام!
أخر تحديث ١٣:٤٨ | الثلاثاء ٧ ابريل ٢٠١٥ | ٢٩برمهات ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٥ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

السعودية لن تنااااام!

 محمد أمين
محمد أمين
انتهت مرحلة التسخين فى اليمن.. والآن نبدأ مرحلة جديدة.. إما حرب أو لا حرب.. إما حرب تنجز المهمة كاملة، وإما مفاوضات ليبدأ الحل السلمى.. تستطيع أن تستشعر أن الأطراف كلها وصلت لنقطة محددة.. تخشى بعدها أى زيادة.. السعودية مثلاً تقول لسنا دعاة حرب.. أبواب الرياض مفتوحة لبدء المفاوضات.. الحوثيون يقولون كفاية.. أرسلوا رسالة إلى مصر مضمونها: مستعدون للحوار والتفاوض!
 
هل حققت عاصفة الحزم أغراضها؟.. هل أرسلت رسائلها هنا وهناك؟.. هل تلقت إيران الرسالة بعلم الوصول؟.. هل تلقاها الحوثيون؟.. الحروب فى الغالب لا تحسم أى صراع.. إنما تكون بداية للتفاوض.. تجعل الأطراف تجلس إلى المائدة.. لكننى لا أعرف كيف يجلس الحوثيون؟.. ما هى الدولة التى تستضيف المفاوضات؟.. هل يقبلون السعودية كمضيف؟.. أم يختارون مصر؟.. هل يستبعدونهما معاً؟!
 
لا مصر كانت تريد الحرب ولا تسعى إليها.. ولا السعودية كانت تريد الحرب ولا تسعى إليها.. السيسى أكد هذا المعنى، ضمناً، عقب اجتماع المجلس الأعلى للقوات المسلحة.. مجلس الوزراء السعودى قال ذلك صراحة أمس.. قال «المملكة ليست من دعاة الحرب، وإن حملة (عاصفة الحزم) جاءت لإغاثة بلد جار وشعب مكلوم».. إذن لا أحد يريد الحرب.. يعرف أنها كارثة.. كأنه يعتذر عن تحريك الأساطيل ضدها!
 
هناك إدراك كامل بأن الحرب ستقضى على مقدرات اليمن.. ما حدث حتى الآن، يؤخر اليمن سنوات.. فما بالك بالمزيد.. ليس من مصلحة السعودية أن تنهار اليمن.. ليس من مصلحتها أن تصبح يمنين.. أحدهما فى الشمال والآخر فى الجنوب.. فكيف لو أصبحت «لا دولة»؟.. هى الآن لا دولة.. هى الآن وجع فى قلب السعودية.. وجع فى قلب العرب.. ألم «مزمن» فى باب المندب، يؤرق أى نظام فى مصر!
 
لم يكن ما قاله السيسى عن «مسافة السكة» أى كلام.. لم يصدر منه اعتباطاً.. لم تكن رسالته للخليج من دبى «خدوا بالكوا من بلادكم» أى كلام.. كانت تسبقه معلومات.. وصلنا للمشكلة.. المشكلة لم تعد فى اليمن وحدها.. قبلها كانت فى العراق وفى سوريا.. كيف يمكن أن نتفاوض فى سوريا؟.. وكيف يمكن أن نتفاوض فى اليمن؟.. هل يقبل الفرقاء وساطة من ضربوهم؟.. كم تأخذ المفاوضات من الوقت؟!
 
معلوم أن هناك طرفاً فى اليمن تدعمه قوات التحالف العربى.. فى المقابل هناك طرف آخر تدعمه إيران.. إذن التفاوض سيكون بين العرب وإيران.. كما كانت الحرب بين العرب وإيران.. فكم تأخذ من الوقت؟.. على أى أرضية يتفاوض المتفاوضون؟.. إلى أى شىء سوف تنتهى المفاوضات؟.. ما الدولة التى يحكمونها فى النهاية؟.. كيف يوفرون لأهلها لقمة العيش؟.. هل تبدأ لعبة المعونات، وإعادة الإعمار؟!
 
اليمن ستبقى «وجع فى قلب العرب» للأسف.. حتى بعد انتهاء الحرب.. السعودية لن تنام.. ستظل ترابط على الحدود.. مصر لن تنام.. ستظل تحرس باب المندب.. لم يعد هناك من يطمع فى اليمن.. هناك من يريد أن يأكل هذه المرة.. هناك شعب جائع، سوف يبحث عن كسرة خبز.. يبحث عن طبق مندى.. أو «جرعة قات»!
نقلا عن المصرى اليوم

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع