الأقباط متحدون - اغتيال الرئيس
أخر تحديث ١٩:٥٠ | الخميس ٩ ابريل ٢٠١٥ | ١برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٢٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

اغتيال الرئيس

الرئيس عبد الفتاح السيسي
الرئيس عبد الفتاح السيسي

 قل لى يا معروف الإسكافى: ما علاقتك بالزمن؟ نعم بالزمن، هل تعرف أن الزمن هو نقطة متناهية فى الصغر، نعم ملايين السنين التى مرت على الكون هى مجرد نقطة، هذه النقطة تتكون من ماض وحاضر ومستقبل، وكلها حدثت، الماضى حدث كما نعلم والحاضر يحدث، إلا أننا لا نستطيع الإمساك به، والمقبل أتى وحدث، ألم يقل الله سبحانه وتعالى: «أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ»، وأمر الله الذى أتى هو الزمن الذى لم تره بعد، ولكنه أتى، فالكون كله بين الخلق والأمر.

 
صاح معروف الإسكافى معترضاً: ما معنى هذا الكلام العويص يا صاح؟! هل تريد أن تضع عراقيل أمامى حتى لا أستمع إليك؟
 
قلت له: نعم، هو كذلك، أنا أتحدث معك بطريقة معقدة حتى تنفض يدك منى وتتركنى لحالى، فلا أضطر إلى أن أحكى لك قصة غريبة حدثت لى.
 
ضرب معروف الإسكافى يداً بيد وهو يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم، سأضطر للاستماع منك إلى ما لا أريد ولا أفهم حتى أسمع منك بعدها ما أريد وما أفهم، قل لى يا مولانا: كيف يكون الزمن نقطة؟ وكيف يكون المستقبل قد أتى فعلاً؟
 
قلت: اسمع يا سيدى، ألم يقل الله تعالى: «أتى أمر الله.. »؟
 
رد: نعم.
 
قلت: والكون كله بين الأمر والخلق.
 
رد: مش فاهم!
 
قلت: يا عم معروف، ألم يقل الله «أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ»؟
 
رد: نعم يا سيدى.
 
قلت: إذن الكون كله ما بين مخلوق ومأمور، فالله سبحانه خلق وأمر، إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، فالروح مثلاً من أمر الله، طبعاً أظنك تعرف الآية الكريمة «قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى»، بعض الناس يظن أن الله لم يرد على سؤال الرسول صلى الله عليه وسلم عن الروح بإجابة يوضح لنا فيها ماهية الروح، ولكنه فى الحقيقة شرحها لنا فقال «وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّى»، أى إن الروح تكوّنت طبيعتها بالأمر وليس بالخلق، أى إن الله أمرها فقال لها كونى فكانت، تماماً كما أمر السماء والأرض فقال لهما «ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ»، الروح كذلك قال الله لها كونى فكانت، وكذلك الزمن قال الله له كن فكان.
 
رد محيَّراً: وما دخل هذا الموضوع كله فى القصة التى ستحكيها لى؟
 
قلت: أردت فقط أن أقول لك إن الزمن المقبل حدث فعلاً، فالله قال «أتى أمر الله»، وأمر الله هنا هو الزمن المقبل، أى إن كل الأزمنة حدثت فعلاً، ولكن الله أراد أن يكون إحساسنا بالزمن يختلف عن الزمن نفسه، لذلك قال لنا الله «فلا تستعجلوه»، وما أردت أن أتحدّث معك عن الزمن إلا لكى أقول لك إن الله فتح علىَّ فرأيت الزمن المقبل الذى هو حدث فعلاً، فعرفت أمراً فى منتهى الخطورة، وما أردت شيئاً إلا أن أحكى لك ما سيحدث والذى هو حدث فعلاً.
 
رد: رغم أن الكلام لخبط لى عقلى فلم أعرف قدمى من رأسى وأصبحت محيَّراً وأنا الإسكافى الخبير أين أضع حذائى، أفى رأسى أم قدمى؟! ولكن مع ذلك قل لى ذلك الأمر الذى هو فى منتهى الخطورة.
 
قلت: رأيت وأنا فى حالة نشوة روحية أننا فى أحد الشهرين الأخيرين من عام 2015 وقد سبق هذين الشهرين انتصارات سياسية واقتصادية حققها الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لمصر، وقد أوغر هذا صدور أعداء مصر، وفتّت أكباد الإخوان الذين ظلوا ينتظرون لحظات إخفاق يعبثون من خلالها بأمن مصر إلا أن الله لم يمكّن لهم ذلك، وظهر لى وأنا أتجول فى البلاد فى هذه الفترة أن الشعب أحب الرئيس بشكل غير مسبوق لأى رئيس آخر، ثم إذا بى أذهب إلى حى التجمع الخامس وأدخل إلى بيت متعدد الأدوار وله حديقة، أخذت أجوس خلال البيت وشققه فوجدتها كلها غير مشغولة بالسكن إلا شقة واحدة، دخلت إلى الشقة المسكونة فرأيت فيها مجموعة من الشباب يتحلقون حول شيخ فى الخمسين من عمره أو أكبر قليلاً، كان هذا الشيخ يضع أمامه خريطة كبيرة ويبدو أنه كان يشرح منها بعض الأشياء للحاضرين، لم يرنى هؤلاء الناس لأننى أنتمى إلى زمن آخر وهم لا يشعرون إلا بأبناء زمنهم، وهذا من إحساس الناس بالزمن.
 
المهم أننى أخذت أستمع إلى كلام يتحدثونه فاقشعر جلدى واضطرب قلبى من الخوف.
 
رد الإسكافى: قل لى سريعاً، ماذا كانوا يقولون؟
 
قلت: إذن اسمع منى ما شاهدته وسمعته.
 
كان الشيخ الخمسينى يقول للشباب: لا بد أن ننفذ الخطة التى اتفق عليها التنظيم الدولى مع أصدقائنا، لقد أتى الوقت المناسب وقد أخطرونى مؤخراً أن أعد العدة لتنفيذ الخطة.
 
رد أحد الشباب: ومتى سنقوم بالتنفيذ وكيف؟
 
قال الشيخ: أمامكم الخريطة، هذا هو المكان الذى سيقوم فيه الرئيس بافتتاح أحد المشروعات الكبرى، وأمامكم الزمن الذى سيتم فيه الافتتاح، ونحن بالطبع قد زرعنا عدداً من رجالنا فى جنوب سيناء أثناء فترة رئاسة مرسى، ولعلكم تذكرون أننا نقلنا عدداً من رجالنا من شمال سيناء إلى الجنوب من خلال وسط سيناء، وقد ساعدتنا حالة الفوضى الكبيرة فى المراحل السابقة على انتخابات الرئاسة الجديدة على هذا الأمر، وبعض رجالنا ينتمون إلى أكبر أربع قبائل فى رأس سدر، حيث ساعدناهم على ترويج البانجو الذى يقومون بزراعته وقمنا بتمويلهم بمبالغ كبيرة، كما أن رجلنا البطل الذى أطلق الرصاص على مأمور مركز رأس سدر بعد فض اعتصام رابعة ما زال طليقاً حتى الآن لم يستطع أحد القبض عليه لما له من سطوة ونفوذ.
 
استرسل الشيخ الخمسينى قائلاً: ولأن الأصدقاء فى أمريكا وأبناء العم فى إسرائيل لديهم احترافية كبيرة فقد قاموا بنقل بعض رجالهم أخيراً إلى داخل البلاد، حيث جاءوا كسياح، وفى الوقت المحدد سينتقل هؤلاء إلى مكان قريب من المشروع الذى سيقوم الرئيس بافتتاحه.
 
قال أحد الشباب: ومن الذى سيقوم بالعملية.
 
رد الشيخ: سيتم اغتيال الرئيس من خلال الفريق كله، كل واحد وله دور، ولكن عبء التنفيذ سيقع على الأمريكى والإسرائيلى، فهم أحضروا معهم قنبلة من النوع الذى يسمى القنابل الذكية، وهذا النوع من القنابل يتم توجيهه عن بُعد بعد ضبط مساره، وهذا النوع يحمل كاميرا تساعده على إصابة الهدف، وسيقوم الفريق الإسراأمريكى بتوجيه القنبلة من مسافة ثلاثة كيلومترات من مكان مرتفع.
 
انتهيت من المشهد الذى رأيته، ثم قلت للإسكافى: هل سمعت الخطة يا إسكافى؟
 
الإسكافى: نعم، ولكن هل ذهبت إلى زمن تنفيذها؟
 
قلت له: نعم ذهبت.
 
الإسكافى: وهل تم التنفيذ فعلاً ونجحت خطتهم.
 
فقلت له: ألم تسمع يا إسكافى قول الله سبحانه «أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ» لا تستعجل يا إسكافى ستعرف عندما يأتى وقت إحساسك بالزمن المقبل.
 
صاح الإسكافى معترضاً: هذا لا يجوز، هذا لا يليق، أنت قلت لى نبوءة ولم تقم بإكمالها، نريد أن نعرف.
 
فقاطعته قائلاً: النتيجة ليست عندى يا إسكافى، ولكنها يجب أن تكون فى أدراج الأمن القومى، ولذلك لا أستطيع البوح بها.
 
وإذا بالإسكافى يحمل عصاً ويجرى خلفى وأنا أفر من أمامه قائلاً: الغوث الغوث، وهو يقول: ألم يخبرك إحساسك بالزمن أن هذه العصا ستحطم رأسك؟ خذها وأنا الإسكافى.. طاخ.. طريخ.
نقلا عن الوطن

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع