كتبت – أماني موسى
تزامنًا مع الذكرى المئوية لمذابح الأرمن على يد الدولة العثمانية "الأتراك" التي راح ضحيتها 2 مليون أرميني، أعلنت الكنائس الأرمينية حول العالم من الشرق إلى الغرب عن قيامها بقرع الأجراس 100 مرة يوم الخميس الموافق 23 أبريل، في تمام السابعة والربع مساءً أي 19:15، رمزًا لعام 1915 الذي حدثت فيه المذبحة، وقرع الأجراس مئة مرة لمرور مئة عام عليها.
ومنذ مئة عام، يجاهد الأرمينيون للحصول على اعتراف دولي بالمذبحة التي جرت بحقهم مطلع القرن الماضي على يد الأتراك، نرصد في السطور القليلة القادمة بعض الدول التي أعترفت بالمذبحة وتأثير ذلك على تركيا وحلم انضمامها للإتحاد الأوربي، ورد فعل أردوغان على هذه الاعترافات الدولية، وأين مصر من الاعتراف بتلك المذبحة.
بابا الفاتيكان يعترف بالمذبحة ويصفها بـ الإبادة
قال البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتيكان، في قداس الأحد بكاتدرائية القديس بطرس، لذكرى إحياء شهداء المذبحة الأرمينية، أن ما حدث للأرمن على يد الأتراك هو أول إبادة جماعية وقعت في القرن العشرين.
وأستطرد، انه في القرن الماضي اجتازت البشرية ثلاثة مآسي جماعية غير مسبوقة، الأولى هي مذبحة الأرمن، والمأساتين التاليتين ارتكبتا من قبل النازية والستالينية.
تركيا تستدعي سفيرها بالفاتيكان وتصف تصريحات البابا بـ الغير ملائمة
من جانبها أستنكرت تركيا تصريحات بابا الفاتيكان واستخدامه مصطلح "إبادة"، رافضة الاعتراف بتلك المذبحة، وقامت باستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان احتجاجًا على تلك التصريحات.
كما استدعت الخارجية سفير الفاتيكان لدى أنقرة وطالبته بتوضيحات حول تصريحات البابا فرانسيس، فيما وصف "أحمد داود أوغلو" رئيس الوزراء التركي، تصريحات البابا بـ الخاطئة والغير ملائمة.
دول أوربية تعترف بالمذبحة وتضع تركيا في مأزق
اعترفت دول عدة بينها فرنسا وإيطاليا وروسيا والفاتيكان، بهذه المجازر كإبادة، إلا أن تركيا تؤكد أنها حرب أهلية قتل فيها بين 300 و500 ألف أرمني ومثلهم من الأتراك.
واشنطن تطالب تركيا باعتراف "كامل وصريح" من تركيا حول المذبحة
حثت واشنطن، تركيا على اعتراف "كامل وصريح" بمجزرة الأرمن، ولم تستخدم كلمة "إبادة" التي أستخدمها صراحة بابا الفاتيكان.
من جانبها قالت "ماري هارف" المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، أن هذا الاعتراف سيصب في مصلحة الجميع، لافتة إلى أن كبار رجال الدولة أقروا بأن ذبح 2 مليون أرميني هو واقعة تاريخية لا يمكن غض الطرف عنها.
البرلمان الأوربي يشترط على تركيا الاعتراف بمذابح الأرمن للانضمام للإتحاد
وجه البرلمان الأوربي صفعة على وجه تركيا، حيث صوت بأغلبية ساحقة على قرار بشأن الاعتراف بمذابح الأرمن على يد الأتراك تزامنًا مع الذكرى المئوية، واصفًا إياها بأنها أكثر الصفحات سوادًا في التاريخ البشري والقرن العشرين.
داعيًا الحكومة التركية إلى الاعتراف بوقوع هذه المذابح عام 1915 وعدم الاستمرار في إنكارها، ووضع البرلمان اعتراف تركيا بمذابح الأرمن شرطًا لأجل التقدم للانضمام إلى الإتحاد الأوربي، مطالبين الدول الأوربية كافة بالاعتراف بمذابح الأرمن على أنها عملية إبادة جماعية.
تركيا ردًا على قرار البرلمان الأوروبي: لا يحمل أي قيمة
من جانبها رفضت تركيا الاعتراف بقرار البرلمان الأوربي، وصرح نائب رئيس الورزاء التركي، أن قرار البرلمان الأوربي لا يحمل أي قيمة.
وأضاف عبر حسابه الرسمي بتويتر، لو كان البرلمان الأوربي لديه رؤية لنحى ما وصفه بـ السفسطة التاريخية جانبًا وركز على الأحداث السياسية الجارية.
المصري لحقوق الإنسان يطالب المجتمع الدولي بإلزام تركيا الاعتراف بالمذبحة
طالب المستشار نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، المجتمع الدولي بإلزام تركيا الاعتراف بمذابح الأرمن.
مطالبًا الإتحاد الأوربي بعدم قبول عضوية تركيا داخله إلا بعد الاعتراف بمذابح الأرمن التي راح ضحيتها مليوني أرميني.
جامعة عين شمس تقيم ندوة عن مئوية المذبحة الأرمينية
من جانبه طالب د. أرمن مظلوميان، عضو "لجنة إحياء الذكرى المئوية لمذابح الأرمن"، القيادة المصرية أن تكمل جميلها مع الأرمن وتعترف بما جرى لهم من مذابح على يد الدولة العثمانية في 1915 في تركيا، بأنه كان إبادة جماعية.
وأضاف مظلوميان، خلال "مؤتمر مائة عام على مذابح الأتراك للأرمن 1915-2005" والمنعقد بجامعة عين شمس، أن "عشمنا" في مصر أن تشارك في الفعاليات التى ستنظمها دولة أرمينيا في العاصمة يوم 24 أبريل الجاري.
ختامًا.. أيام قليلة تفصلنا عن الذكرى المئوية للمذبحة ولكن باختلاف عن السنين السابقة، حيث تتعالى الأصوات والمطالب للاعتراف بالمذبحة موجهة أصبع الاتهام للفاعل الرئيسي "تركيا" وتتعالى الأصوات المصرية طلبًا من القيادة المصرية الحالية الاعتراف بالمذبحة لتضييق الخناق على تركيا وإلزامها بالاعتراف.