السبت ١٨ ابريل ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
لا أستطيع الجزم بأن ما يحدث على الساحة هو تغيير في سياسة المملكة العربية السعودية. فثمة سؤال، هل حقاً الملك سلمان يتحالف مع الإخوان؟ الإجابة نعم، لا جدال الملك سلمان يتحالف ويدعمهم ويريدهم ويفضلهم.
ولكن السؤال، أين يحدث هذا؟ الإجابة قولاً واحداً، وهو ما يحدث في المسرح اليمني حيث المعاداة الإخوانية في اليمن بينهم وبين الحوثيين. السؤال، هل الإخوان يعادون الشيعة؟ الإجابة قولاً واحداً لا، فهم على علاقات طيبة جداً منذ اندلاع ما
يعرف بالثورة الإسلامية بإيران وكذلك إيران على علاقة طيبة بهم. السؤال، كيف يتحالف الملك سلمان مع الإخوان في اليمن وهو عدو لإيران؟ الإجابة ببساطة إن عدو عدوي صديقي.
السؤال، هل الإخوان في صفقة مع ملك السعودية؟ الإجابة قد يكون هذا صحيح، ولكن ما هي بنود الصفقة؟ لا توجد بنود واضحة وقاطعة فليس لدينا ما يقطع كما قلنا أن هناك صفقة، ولكن السؤال الأهم، هل لو وُجِدت تلك الصفقة مصر ستكون من بين بنودها؟ الإجابة بشكل قاطع لا، يوجد ما يمنع وجود مصر في بنود تلك الصفقة، ولكن ما حدود وجود مصر في صفقة إخوانية سعودية؟ بوضوح لا يمكن للسعودية أن تتخلى عن النظام المصري لكنها أيضاً قد تكون ضاغطة استجابة لضغوط تركية إخوانية على النظام المصري الحالي للتفاوض أو للمهادنة أو الصلح مع الإخوان، ما يعني احتواءهم وإشراكهم في المنظومة الحالية وقد يكون هذا بشروط إخوانية كالإفراج عن مرسي والعفو عن بديع والشاطر وغيرهم.
السؤال هنا، ما دليل كل ما تقدم من أسئلة وإجابات، أهم الأدلة هو تعيين كرمان عدوة مصر والرئيس السيسي وكيلة لوزارة الخارجية اليمنية في أوربا والشرق الأوسط ليكن مقرها السفارة اليمنية بتركيا، لا داعي هنا لعلامات التعجب فلا عجب من أن تكن كرمان التي طالما هاجمت السيسي -عدو الإخوان- وكيلة لوزارة الخارجية لنظام يهاجم الحوثيين، ويكون مقرها تركيا حيث التنظيم الدولي للإخوان وحيث أردوغان ذلك المعادي لمصر والمدعوم من الإخوان، وذلك الخبر في حد ذاته يكشف خيوط كثيرة خفيت علينا ومنها، لماذا تزامنت زيارتي أردوغان والسيسي للسعودية؟ لماذا تشترك مصر في حرب اليمن بأي شكل من الأشكال بحراً أو جواً بغض النظر عن هدفنا الأهم لبلادنا وهو حماية مضيق باب المندب، لكن ثمة هدف أهم، وهو إرضاء السعودية وإسكاتها عن ضغوطها ضدنا، في وقت يضغط فيه أردوغان على باكستان لعدم التحالف مع السعودية ضد الحوثيين - رجال إيران في المنطقة-
والسؤال هنا، لماذا لا يقف أردوغان مع إخوان اليمن ضد حوثيون اليمن؟ والإجابة ببساطة لمصالحه مع إيران، وبذلك تكون تركيا تحارب مع الإخوان في مصر لكن ضدهم في اليمن، والسعودية تحارب معهم في اليمن وضدهم في مصر، ومصر تحاربهم في مصر وضدهم في اليمن، وإيران تدعمهم في غزة وتحاربهم في اليمن، وهذه هي السياسة التي تستحق أن تكن فن السفالة الأنيقة.