الأقباط متحدون - الذكري المئويه للاباده العرقيه للارمن و السريان و الاشوريين و اليونانيين
أخر تحديث ١٣:٢٧ | الاربعاء ٢٢ ابريل ٢٠١٥ | ١٤برمودة ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٣٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

الذكري المئويه للاباده العرقيه للارمن و السريان و الاشوريين و اليونانيين

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

ماجد ميشيل عزيز
منذ مائه عام بالتمام جمعت الدوله العثمانيه مائتين و خمسين من اعيان و وجهاء الارمن في 24 ابريل عام 1915و قامت باعدامهم في اسطنبول

وتم اتخاذ هذا اليوم بعد ذلك يوما لتذكر ليس فقط اباده جنس الارمن في تركيا العثمانيه فهذا هوالعنوان العام  للمجازر  لان الارمن  هم اكثر من تضرروا من الاباده فقد تم  قتل ما يقارب المليون و النصف من الرجال و النساء و الاطفال لكن هناك ايضا ما يقارب المليون من الاخوه السريان والاشوريين و اليونانيين في تركيا  و العراق و سوريا تم ايضا محاوله ابادتهم تماما

لقد كانت محاوله شبه ناجحه لكنها ليست  تامه النجاح  ( لان هناك اله  حاكم للكون يمنح البعض شرف الاستشهاد و لكنه لا يفني اتباعه  )  لاستئصال و تهجير و قتل كل من يحمل صفه مسيحي من الارض التي عاشوا عليها الاف السنين وهي اوطانهم الاصليه و ليسوا مهاجرين اجانب لها .

اما الارمن فهم ارثوذوكس  شرقيين لا خلقيدونيين  ( في الاغلب الاعم ) يتطابقون مع الكنيسه القبطيه و الاخوه السريان و الاحباش في الايمان  المسيحي و كانوا يسكنون شرق تركيا  حيث الاف الكنائس و الاديره  و كان المسيحيون يشكلون ثلث عدد سكان تركيا العثمانيه قبل المذابح و الان لا يشكلون اي نسبه تقريبا ولا حتي يقتربون من   1 % و هذا شيئ لا يجب ان تفتخر به تركيا ابدا في العصر الحديث

في القرن السابق للاباده اصبحت السلطنه العثمانيه في حاله شديده من الضعف فبعدما  كانت تسيطر علي مساحات واسعه من اوربا الشرقيه  بدات تلك الدول في الاستقلال واحده بعد الاخري فاستقلت اليونان و بلغاريا و صربيا  اما العرب و الارمن و الشوام فارتفعت ايضا اصواتهم بالاستقلال
لكن سوء حظ الارمن انهم في قلب تركيا نفسها فكان الحمل الارمني يحيا بجوار الذئب العثماني العجوز  الجريح الذي يسعي لافتراس اي ضحيه لاثبات انه ما زال قويا

فيدات الاحداث اعام 1894  و سميت  بالمجازر الحميديه لانها تمت في عهد و باوامر  السلطان عبد الحميد الثاني و قتل فيها ما يقارب 300000 ارمني و اشوري و يوناني  ثم مذبحه اضنه عام 1908 و قتل فيها 30 الف ارمني

ثم قامت ثوره علي السلطان العثماني قامت بها  جمعيه الاتحاد و الترقي  و حزب تركيا الفتاه و تولت فيها  الجمعيه الحكم فعليا بينما اصبح السلطان مجرد صوره

ظاهريه فتوقع الارمن منهم  انهم اكثر رحمه من السلطان لان لهم  بعض الخلفيات العلمانيه
لكن الذئب العثمانلي الجريح ما زال ذئبا  رغم احتضاره   فعندما قامت الحرب العالميه الاولي تحالف العثمانيون مع دول المركز و هي الامبراطوريات  الالمانيه  و النمساويه المجريه  و بلغاريا ضد دول الحلفاء منها روسيا وبريطانيا و  فرنسا  و امريكا  فهاجم الاتراك روسيا من الجنوب

و اشترك بعض الارمن الروسيون في الاراضي الروسيه مع الجيش الروسي في الحرب  فقرر الاتراك  التخلص من الارمن و المسيحيين في الاراضي التركيه تماما كلهم بلا استثناء كاجراء وقائي شديد القسوه   و  البربريه  لانه من المحتمل حسب تصورهم انهم ربما يتعاونون مع الروس   ر غم انهم كان منهم  الكثيرممن يتعاونون  مع الجيش التركي  فجمعوا منهم الاسلحه  و اعدموا النخبه الارمينيه من المتعلمين و القيادات يوم 24     ابريل عام 1915 الذي يوافق الذكري السنويه للاباده

كانت الحكومه    قيادتها مكونه من ثلاث باشوات كبار من  جمعيه الاتحاد و الترقي   و هم  طلعت باشا   و جمال باشا و انور باشا   من المفروض انهم اكثر علمانيه  و تفتحا من الدوله  العثمانيه القديمه  بعد ان قام  حزب تركيا الفتاه بثوره عام 1908  علي السلطان  و قلص  سلطته   و  ازاله  و عين ابنه   بدون صلاحيات كافيه  لكنهم كانوا ظاهريا فقط لهم الشكل الغربي لكن كان يندمج فيهم التطرف الديني مع التعصب القومي

فاصدر وزير الداخليه طلعت باشا اوامره بتهجير  الارمن و الاشوريين  و السريان نهائيا من اراضي تركيا  الحاليه  فتم الهجوم عليهم من الميليشيات   العثمانيه   وتم الاستعانه ايضا بالميليشيات الكرديه  و تم طردهم من بيوتهم في جميع المدن التركيه و الاستيلاء علي ممتلكاتهم  و اراضيهم    و قتل الرجال جميعا   و اغتصاب النساء و ارسالهم في طوابير طويله سيرا علي الاقدام من تركيا الي صحراء سوريا والعراق  بدون ملابس او طعام او اموال حتي مات اغلبهم تحت تاثير الجوع و التعذيب و الامراض   في عمليه اباده متعمده و معهم نسبه كبيره من الاشوريين و السريان و الكلدانيين من مسيحيو  جنوب و شرق تركيا و شمال سوريا و العراق و لقوا نفس المصير في نفس الاماكن و بنفس الطرق التي تنتهجها ميليشيات داعش في العصر الحالي

فلقي ما يقارب مليون و نصف ارمني و مئات الالاف من العرقيات المسيحيه الاخري حتفهم بدون ذنب او سبب حقيقي و اغلبهم من النساء و الاطفال في الصحراء في بلاد الشام و احيانا كثيره بقطع الرقاب بالسيف  و تم اخلاء تركيا الحاليه من مكون رئيسي من سكانها الاصليين الذين عاشوا عليها لالاف السنين

و كعاده مصر التي استقبلت السيد المسيح  و اسرته هاربا اليها من سيف الرومان و اليهود استقبلت ايضا بكل كرم ضيافه اعدادا كبيره ممن وصلوا اليها من الارمن الهاربين من الاباده  فقد كانت طبيعه الشعب المصري لم تتغير بل و ادان الازهر  الشريف  ما تعرض له الارمن من اضطهاد
و استقبلهم كثير من المصريين في منازلهم بكل ترحاب

ان تهرب تركيا من الاعتراف بالاباده العرقيه ضد الارمن هو تهرب من تعويضهم عن ما عانوه من قتل و تهجيرو انتهاك للاعراض  و استيلاء علي الممتلكات و الاراضي  فرغم ان المانيا قد دفعت تعويضات لليهود عن  الهولوكوست بعد هزيمتها  لكن حتي الان تركيا تتهرب و تراوغ  لكن التاريخ لا يعرف النسيان خصوصا في الاحداث الكبري

كما ان من فوائد التذكير بالجرائم الكبري ضد الانسانيه هو عدم تكرارها و ايقاظ الضمير الانساني لمنع حدوث المزيد منها  فعندما اراد هتلر

تشجيع جنوده قبل اباده اليهود و تجميعهم في معسكرا ت قال لهم :  بعد كل ما حدث من الان يتذكر الارمن ؟؟

ليس الغرض من التذكير هو الحقد و الكراهيه و يخطئ من يكره  اي شخص حتي و كان قاتلا بل يجب ان يدعو له بالمغفره من الله و الهدايه

و ان تنعم المنطقه بالسلام و المحبه  لكن هناك حقوق لاحفاد الضحايا و هناك حق للشهداء و ارواحهم ان  يتم علي الاقل تذكرهم والامهم

و العمل علي ان لا تتكرر تلك الجرائم الكبري فكل البشر اخوه و يجب ان يعيشوا معا في حب و سلام لان لهذا خلقهم الله


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع