الأقباط متحدون - «ميكى» يجيدُ العربية
أخر تحديث ٠٧:٠٧ | الجمعة ١٥ مايو ٢٠١٥ | ٧بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٦١ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

«ميكى» يجيدُ العربية

فاطمة ناعوت
فاطمة ناعوت

اِفتحْ أى عدد من مجلة «ميكى»، وحاول أن تجد فى حوار «بطوط» أو «عم دهب» أو «الجدة بطّة» أو ميكى وميمى وبندق وزيزى وحتى أطفال البط الصغار.. أى غلطة نحوية أو صرفية أو إملائية. وسأمنحُك ألف جنيه مصرى مقابل كلّ هفوة نحوية أو هِنة صرفية أو همزة زائدة أو مفقودة أو فى غير موضعها. يحدث هذا فى مقابل العثرات اللغوية الكثيرة التى تقع فيها الجرائد والمجلات المصرية، الحكومية والمستقلة، والكتب والمطبوعات والمنشورات. ولا تسلم من هذا حتى كتب الإبداع من شعر ونثر. هذا فضلاً عن الإعلانات التليفزيونية وإعلانات الشوارع والمحال التجارية التى تتبارى فيما بينها لإهانة اللغة العربية الجميلة. فتجد يافطة تقول: «اشترى واحدة تحصل على الثانية مجاناً»، فإن حدث وأخبرت المسئول أن يحذف حرف الياء لتُصبح: «اشترِ»، سخر منك ورماك بالجهل.

لكن المحزن حقّاً أن تكون فى سيارتك، وتدير مؤشر الراديو حتى تقف على «إذاعة القرآن الكريم»، لتسمع مذيعاً يقول بثقة: «أحاديثٌ قدسية». فتتعجب كيف لم يتعلم هذا الرجل أن الكلمة على وزن «مفاعيل» ممنوعة من الصرف ولا يجوز تنوينُها. ألم يتعلم فى المرحلة الإعدادية درس «الممنوع من الصرف»؟ ألم يمر عليه باب «ما لا يُصرف» فى «ألفية ابن مالك» قوله: «الصرفُ تنوينٌ أتى مُبيّناً معنى به يكون الاسمُ أمكنَ»؟ ليعرف أن كلمة «أحاديثُ» مستحيلٌ أن تُقرأ «أحاديثٌ»؟ ما كان أسهل أن يتبع القاعدة الذهبية «سَكّنْ، تسلمْ»، لكنها شهوة التشكيل والتنضيد دون علم! وما كان أسهل أن يُضيف «ال» العهدة، ليهرب من المأزق فتكون «الأحاديثُ القدسية»! ألم يسمع المشرفون على القناة، أو على البرنامج تتر الحلقة لينتبهوا إلى الخطأ اليومى المتكرر، وينبّهوا المذيع ويعدّلوا أسلوب نطقه؟ أسئلة كثيرة دون إجابات تدور برأسى كلما سمعت هذا البرنامج، لا أملك إجاباتها. لكن سؤالاً واحداً أعرف إجابته: «هل صادف وقرأ ذاك المذيعُ مجلة ميكى وهو صغير»؟ الإجابة القاطعة: «لا». لأنه لو فعل لانضبط لسانُه العربى وما كان نوّن وصرف ما لا يُنوّن ولا يُصرف.

أتساءل، هل تشرف شركة «والت ديزنى» الأمريكية على سلامة اللغة العربية فى مطبوعتها المصرية التى ظهرت فى مصر عام ١٩٥٩ على يد «دار الهلال» المصرية، مثلما تُشرف على جودة الطباعة؟ ذاك أن مجلة ميكى المصرية لم تتوقف عن الصدور طوال نصف قرن ونيّف، إلا عاماً واحداً فقط هو ٢٠٠٣، حينما اعترضت شركة «والت ديزنى» على رداءة الطباعة، وفسخت العقد. ثم عادت للصدور العام التالى على النحو الذى يُرضى الشركة الأمريكية ويليق باسمها العريق الأشهر، ويليق بالقارئ المصرى. فهل تُرى تتابع الشركة العالمية سلامة اللغة العربية على ألسن شخصيات الكاريكاتير أيضاً؟ ربما. لكن الحتمى أن القائمين على هذا العمل المحترم، قومٌ محترمون، يحترمون القارئ وإن كان طفلاً، ويحترمون اللغة العربية التى احترمها المبدعون الكبار واحترمها القرآن الكريم.

هل أطالب وزارات التعليم المصرية بوضع مجلة ميكى فى المناهج الابتدائية؟ أو على الأقل بتوفير نسخ منها فى مكتبات المدارس وتعويد الأطفال على قراءتها، لينضبط لسانهم العربى؟ شكراً لكل القائمين على هذا العمل العريق المحترم: مجلة ميكى.
نقلا عن الوطن


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع