الأقباط متحدون - فضيحة الفيفا
أخر تحديث ٠٨:١٤ | الأحد ٣١ مايو ٢٠١٥ | ٢٣بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٧ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

فضيحة الفيفا

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

بما فضيحة الفيفا الأخيرة أثلجت صدورنا بعض الشىء لأن الفساد لم يعد حكرا على مصر ودول العالم الثالث، ولكن أيضا أصبح ظاهرة عالمية طالت مؤسسات ودول كبرى أيضا أعتادت أن تعايرنا بالفساد الذى عندنا رغم أن فساد الفقراء قد يكون ما يبرره أما فساد الأغنياء فلا يبرره شىء وهذا لا يعنى أننى أبرر الفساد بل أدينه بكل صوره بدء من «الكذب» على الشعب من قبل الحكومات أو الوزراء أو المرشحين للبرلمان أو أى شخص فى أى موقع مسئولية فالكذب على الناس هو أيضا فساد.

والفساد أصبح ظاهرة عالمية رغم كل الأجهزة الكبرى والصغرى التى تحاربه وهذه إشارة مهمة أن «الضمير» قد مات عند أُناس كثيرين فيبررون لأنفسهم فسادهم فمهما كانت الأجهزة تراقب إلا أن الضمير هو الجهاز الذى وضعه الله فى قلب كل إنسان لمراقبة ذاته.

أيضا «القيم» ماتت عند البعض مثل قيمة «السُمعة» التى كان فى الماضى يستحث الإنسان أن يحافظ على سُمعته حتى لا تطالها أى خدش وكان أهالينا يقولون «الإنسان سُمعته» فيبدو أن كثيرين فقدوا الأحساس بالسُمعة وضرورة الحفاظ عليها لذا نرى مسئولين فى كل دول العالم لا يبالون كثيرا لسمعتهم كأنه شىء ثانوى، إن منظومة القيم أختلت خللا شديدا فى كل دول العالم ولا يبقى إلا جهاز الإنذار الذى فى قلب الإنسان وهو الضمير الذى يستطيع أن يقاوم وينذر وينبه الإنسان إنه فى طريقه لارتكاب الأخطاء والخطايا.

ومن صميم أعمال المؤسسات الروحية هى تقوية ضمير الإنسان وتربيته حتى يميز الإنسان بين ما هو صالح وما هو طالح ولكن للأسف الشديد كثير من المؤسسات الروحية تركز على الممارسات الخارجية للإنسان وتلخص علاقة الإنسان بربه فى مجموعة ممارسات ظاهرية وننسى الأساس وهو تقوية العلاقة الشخصية والعميقة بين الإنسان والله. وإذا أردنا أن نصحح مسار خطبنا الدينية علينا أن نركز فى تقوية ضمير الإنسان قبل أن نعطية مجموعة من النواهى لممارسات خارجية ظاهرية ومظهرية. فالفساد لا يمكن ان يكون الكلمة الأخيرة.
نقلا عن الشروق


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع