الأقباط متحدون - مبادئ حركة السلام الآن (41)
أخر تحديث ٠٨:٢٦ | الاثنين ١ يونيو ٢٠١٥ | ٢٤بشنس ١٧٣١ ش | العدد ٣٥٧٨ السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

مبادئ حركة السلام الآن (41)

مراد وهبة
مراد وهبة

حركة السلام الآن لا تخلو من الآراء المتناقضة إزاء الصراع العربى الإسرائيلى. فثمة رأى يقول بأن المفاوضات مع الفلسطينيين هى الحل، وثمة رأى ثان يتبنى الخيار الأردنى، أى دولة فدرالية تضم الأردن وفلسطين، وثمة رأى ثالث يدعو إلى الانسحاب من الأراضى المحتلة بما فيها القدس، وثمة رأى رابع يعلن التوافق على تقسيم الأراضى موضع النزاع بالتساوى بين الإسرائيليين والفلسطينيين مع احتفاظ إسرائيل بالقدس، وثمة رأى خامس يحض على محاربة منظمة التحرير الفلسطينية بدعوى أنها منظمة إرهابية، وثمة رأى سادس وأخير يرى ضرورة الاعتراف بالمنظمة باعتبارها الممثل الشرعى الوحيد للفلسطينيين. وبسبب هذه الآراء المتناقضة ارتأت الحركة أن ثمة مبادئ خمسة يلزم الاتفاق عليها من أجل تجنب الصراع بين هذه الآراء وهى على النحو الآتى:

■ السلام له الأولوية العظمى عند كل من إسرائيل والصهيونية.

■ أمن اسرائيل يعتمد على السلام وليس على الأرض.

■ عقد معاهدة سلام مع مصر استناداً إلى مبدأ «الأرض مقابل السلام» على نحو ما جاء فى قرار الأمم المتحدة رقم 242.

■ منع إسرائيل من بناء مستوطنات فى الأراضى المحتلة، إذ إن احتلالها يقف عائقاً أمام تحقيق السلام ويدفع العرب بعيداً عن المفاوضات.

■ رفض تأسيس إسرائيل على الهيمنة أو القهر لأى أمة.

هذه هى المبادئ الخمسة التى تحمى الحركة من الانقسام والشقاق وتدفعها إلى الدخول فى وسائل الإعلام من أجل التأثير على الرأى العام واقناعه بأن السلام هو المبدأ الأول والأخير. أما الانشغال بوضع بنود تفصيلية للسلام فليس من مهمة الحركة. ومن هنا اهتمت الحركة بالبحث عن شعارات أو عبارات مكثفة لكل مظاهرة من المظاهرات المتفق عليها، ومن هنا قيل عن الحركة إنها حركة شعارات خالية من أى أيديولوجيا. وهذا هو سر نجاحها بل هذا هو سر وطنيتها ومنع إخراجها من حلبة السياسة، بل من منع اتهامها بالخيانة.

وفى 21 إبريل من عام 1978 اجتمعت حركة السلام الآن مع رئيس الوزراء بيجن، إلا أن الاجتماع انتهى بلا نتيجة، إذ طلبت الحركة من بيجن تجميد بناء المستوطنات فى الأراضى المحتلة مع ممارسة المرونة فى المفاوضات مع المصريين. أما بيجن فكان منصتاً ولكن ببرود. ومن هنا قيل إنه «حوار الطرش». ومع ذلك فالحركة لم تيأس، إذ وقّع 6000 من النشطاء على خطاب موجه إلى بيجن إلا أن الرفض كان مصيره. وبسبب ذلك الرفض أعلن الرئيس السادات إيقاف المفاوضات، وطلب من الوفد العسكرى الإسرائيلى الذى كان قد أمضى ثمانية شهور بمدينة الإسماعيلية العودة إلى إسرائيل. وعندئذ خاب أمل الإسرائيليين الذين كانوا ينظرون إلى وجود ذلك الوفد على أنه مجرد أمل. إلا أن عزرا وايزمان وكان فى حينها وزيراً للدفاع فى حكومة بيجن حاول كسب صداقة السادات لأنه كان على يقين من أنه كان مخلصاً فى دعوته إلى السلام، إلا أن الوزراء لم يأخذوا محاولته بجدية، الأمر الذى أغضب وايزمان وأدى به إلى تمزيق إعلان عن ضرورة السلام كان معلقاً على حائط بمكتب رئيس الوزراء وقال صائحاً: لست على يقين من أن الحكومة تريد السلام. أما حركة السلام الآن فقد استمرت فى جمع توقيعات على الخطاب حتى وصلت إلى 10000 وبعد ذلك عقدت ثمانية اجتماعات فى قاعات كبرى أعلنت فيها تفصيلات خطتها فى تحقيق السلام.

والسؤال إذن:
ماذا كان رد فعل بيجن وأتباعه فى مواجهة شعبية الحركة؟

نقلا عن المصري اليوم


More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع