أجرت جريدة «الوطن» المصرية (31 مايو/أيار 2015) حوارا مع أحد زعماء «داعش» الشبان وهو مسؤول الدعم والتقنية وفهمنا من الحوار الذي أجري عن طريق الشبكة العنكبوتية والذي كتبه محمود عبد الرحمن، أنه المسؤول عن شؤون مصر داخل التنظيم. ولقد أكد لي هذا الحوار ما كنت قد توصلت إليه من قبل في موضوع التطرف والإرهاب، وهو أن البلاهة هي البوابة الملكية لدخول الشر والوحشية نفوس البشر. فلقد طرح الرجل أفكارا امتزج فيها الشر بالبلاهة بشكل نادر الوجود. ولكن ذلك لا يمنعنا من طرح بعضها على القارئ بعد المرور بسرعة على أهداف التنظيم الرئيسية، ومنها أن «سبعين ألف مصري» انضموا للتنظيم، وأنهم يخططون لمحاصرة القاهرة والجيزة، وأن لديهم من البترول والطاقة ما يكفيهم للألف عام القادمة، وأن القاهرة ستكون ولاية إسلامية قريبا.
س: ما هي كواليس إعدام التنظيم 22 مصريا في ليبيا بهذه الطريقة البشعة والترويج لمشاهد ذبحهم؟
ج: غالبية المسيحيين الذين يعيشون في ليبيا يعملون في التنصير والترويج له ومحاربة الإسلام والمسلمين تحت مرأى ومسمع من الكنيسة هناك التي ترغب في تحويل ليبيا إلى دولة قبطية. فكرنا في توجيه رسالة قوية إليها بعد أن أنذرناها أكثر من مرة دون فائدة. وتوصلنا إلى ذبح عدد من الأقباط المصريين الذين ثبت تورطهم في عمليات التنصير بهذه الطريقة لتكون رسالة واضحة لقطع الطريق على كل من يحاول الوقوف أمام دعوتنا.
آه.. يا كداب.. هؤلاء المسيحيون الفقراء الصعايدة الذين ذهبوا إلى ليبيا بحثا عن عمل يكفل لهم معيشة دنيا.. هؤلاء تحاول أن تقنع الدنيا بأنهم كانوا يقومون بعملية تنصير للمسلمين في ليبيا بدعم من الكنيسة.. أعطني اسم شخص واحد فقط تم تنصيره في ليبيا بواسطة مصريين أو بواسطة الجن الأزرق..؟ أنت كاذب يا عزيزي الشاب الداعشي المصري. ولا تغضب مني فأنا مصري مثلك من حقي أن أصارحك بصفة أساسية فيك وفيكم.. دعني أهمس بها في أذنك: أنت كداب يا عزيزي محمود. لأنك تعلم أنت وجماعتك علم اليقين أن هؤلاء المصريين المسيحيين التعساء الذين ذبحتموهم ليس لهم صلة بهذا الشيء الوهمي الذي لا وجود له والذي تسمونه عملية التنصير.
ذهبوا إلى ليبيا لكي يعملوا في التنصير والترويج له يا كاذب؟ ماذا تعني بكلمة «الترويج»؟ هل كانوا يتعاملون بلطف وتهذيب مع إخوتهم المسلمين فعددتم ذلك محاولات لإغرائهم بدخول الديانة المسيحية؟ وبالمناسبة حضرتك وجماعتك لا تؤمنون بأي دين أو مبادئ أو عقيدة. ليس هذا اتهاما بل حقيقة علمية ثابتة أنتم جميعا تعرفونها جيدا. أنتم جماعة خارجة عن كل ما حققه البشر على طريق الحضارة. أنتم قطعة من الجحيم تمكنت بشياطينها بطريقة لا نعرفها من النزول بيننا بسبب غفلتنا وجهلنا.
سأتحدث معك طويلا يا محمود.. مصري لمصري..
أنت تتكلم عن اللحظة التي ستحكمون فيها مصر.. لا بأس.. أمر جميل أن تعتنقوا مثل هذا الوهم. ولكن حتى لو حدث ذلك فرضا وهو أمر مستحيل فهذا معناه أننا ضعفاء إلى الدرجة التي تجعلنا نستحق أن تحكمنا «داعش». أخشى ما أخشاه ألا تحكمنا أنت وأن يأتي التنظيم بشخص غريب بحجة أنك مصري لا تجيد ذبح الناس.. ساعتها هازعل قوي يا محمود.
نقلا عن الشرق الاوسط