قبل أيام.. أعلنت الولايات المتحدة عن تطوير سلاح كهرومغناطيسى نبْضى، لتعطيل الأجهزة الإلكترونية المعادية. وردّت روسيا بأنها تملك منظومة «الأبوجا» التى يمكنها تعطيل كل أسلحة العدو.. وتحويلها فى ثوان.. إلى «كوم» من الحديد!
(1) يقول الخبراء.. إن الأسلحة الكهرومغناطيسية هى نوع من أسلحة الطاقة.. وإنها جاءت نتيجة تفجيرات نووية فى طبقات الجو العليا فى زمن الحرب الباردة.
يقول مؤرخون أن الاتحاد السوفيتى قد توصل إلى القنبلة الكهرومغناطيسية أولاً، ثم توصلت إليها الولايات المتحدة.
وقد استمر سباق السلاح الكهرومغناطيسى بين القوتين العظميين حتى توصل الطرفان إلى اتفاقات خفض السلاح فى عهد رونالد ريجان.
ويقول متخصصون إن واشنطن استعادت وحدها العمل فى مجال السلاح المغناطيسى بعد سقوط الاتحاد السوفيتى، وأن التطوير جاء فى إطار ما يسمى «الجيل الثالث من الأسلحة النووية».
(2) تقوم الفكرة العلمية للسلاح الكهرومغناطيسى على أن الأجهزة الإلكترونية مصنَّعة من أشباه الموصلات، وأن لديها حساسية شديدة للضغط العالى المفاجئ.. وإذا ما تعرضّتْ له فإنها تنهار.. وتتعطّل تماماً.
ويقوم «النبض الكهرومغناطيسى» بدور أداة التعطيل، فى صدمةٍ يشبهها العلماء بصدمة البرق والصواعق.. فإذا ما توجهت القنبلة الإلكترونية، أو السلاح الكهرومغناطيسى النبضى إلى الهدف.. فإنه يتم تعطيل كافة الأجهزة الإلكترونية.
تذكر بعض المصادر أن الجيش الأمريكى قد استخدم السلاح الكهرومغناطيسى فى غزو العراق عام 2003.. حيث تم إلقاء قنبلة إلكترونية على مبنى الإذاعة والتليفزيون العراقى.. ثم قنابل أخرى على مراكز التشغيل وأجهزة الاتصال والرادار فى الجيش العراقى.. وهو ما أدى إلى تعطل كافة قدرات الجيش.. ولم يعد بمقدوره الاتصال ببعضه بعضاً، أو التعامل مع قوات الغزو.
(3) لقد كان الكثير مما يجرى نشره عن القنبلة الكهرومغناطيسية التى يمكنها أن تحول سلاح العدو إلى «كوم حديد».. لا يتم أخذه على محمل الجدّ، وكان أغلب ما ينشر حول هذا السلاح لا يجد تأكيداً رسمياً.
لكن الأمر مختلف هذه المرة.. فقد أعلنت شركة بوينج ومختبرات سلاح الجوّ الأمريكى رسمياً عن تطوير السلاح الكهرومغناطيسى. وقالت إن التطوير الجديد يجعل بالإمكان تعطيل منظومات الدفاع الجوى، وقد احتفت محطة «سى إن إن» الأمريكية بالتطوير المهم.. وبثت تقارير عنه تحمل الفخر والزهو.
ولقد زاد من جدّية وخطورة الأمر هذه المرة ما بثتّه محطة «روسيا اليوم» ونشره موقعها رداً على «سى إن إن» بأن السلاح الكهرومغناطيسى الأمريكى الجديد إنما يشكل خطراً على الأجهزة القديمة مثلما حدث فى حرب العراق 2003.. لكن ذلك يستحيل نجاحه مع السلاح الروسى الحديث. ثم أضاف الإعلام الروسى.. مزهواً بالمقابل.. بأن روسيا تمتلك منظومة كهرومغناطيسية أحدث مما تملكها الولايات المتحدة.. وأن بإمكانها.. تحويل جيش العدو إلى جنودٍ بلا سلاح!
(4) الطريقة الأبرز فى استخدام السلاح الكهرومغناطيسى، هى إطلاق صواريخ جوّ - أرض مزودة بالقنبلة الإلكترونية.
والطريقة الأبرز فى الدفاع.. هى ضرب الصواريخ قبل سقوطها.. لكن هذه الطريقة فى الدفاع الجوى ليست كافية، بل وتشكل مغامرة كبيرة، ذلك أن نجاح صاروخ واحد فى الوصول إلى أهدافه يعطّل الكثير من قدرات الجيش.
ويتحدث خبراء عسكريون عن ضرورة استخدام ما يسميه العلماء «قفص فاراداى».. وذلك بتبطين المراكز العسكرية التى تحوى الأجهزة الإلكترونية بأنواع من المعادن تحجب الموجات الكهرومغناطيسية.. أو أن يجرى استخدام الألياف الضوئية فى المنظومة الإلكترونية.
(5) هكذا وصل العالم إلى خطرٍ وراء خطرٍ.. إلى مستوى أسطورى من الذكاء والتقدم.. ولم يعد بإمكان الجيوش الحديثة أن تقوم على ذوى القدرات الجسدية العالية فحسب.. بل صار حتمياً أن يتصدّر سلاح العقل، وعباقرة الهندسة الإلكترونية ساحات القتال.
المستقبل للأذكياء.. والغباء مصدر رئيسى من مصادر تهديد الأمن القومى.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع