بقلم : عماد صبحى | الاثنين ١٥ يونيو ٢٠١٥ -
٤٦:
٠٧ م +02:00 EET
مبارك
أهدى تصريح وزير الدولة للشئون الخارجية السويسري إيف روسييه، إلى المخلوع مبارك الذي يرتدي ثوب الشرف وطهارة اليد، بالتزامن مع حملات خبيثة لتجميل وجهه تقوم بها أذرع إعلامية ضخمة انتفعت وتربحت من نظامه الفاسد، ولازالت تدين له بالولاء.. "بلادنا لا تريد أموال الرئيس الأسبق حسني مبارك، ورموز نظامه، والبنوك السويسرية تريد التخلص منها، وتقول لنا خذوها لأنها تحرق أيدينا، وعلى المصريين إقامة دعوى للحصول عليها".
كلام المسئول السويسري دليل واضح ودامغ وصريح على أن المخلوع يملك أموالا مهربة خارج مصر، وبناء عليه أخاطب ضمير مبارك الذي أبكاه رحيل حفيده وأبكاه هوانه على نفسه في المحكمة، أخاطبه باعتباره إنسانًا وليس رئيسا سابقا، وأقول له: إذا كانت ملياراتك تحرق أيدي البنوك السويسرية، فما بالك بيديك أنت؟.. ولماذا لا يستيقظ ضميرك، خصوصًا أن الحياة فانية وكلنا إلى التراب؟.. لماذا لا تفعل شيئا يمحو خطايا نظامك وقد بلغت من العمر أرذله؟.. لماذا لا تكفر عن ذنوبك وتعيد هذه الأموال إلى مصر وتختم حياتك مرضيًا عنك من الشعب الذي حكمته بالظلم والفساد 30 عاما؟
ماذا ستفعل يا أبو علاء بهذه المليارات؟.. وماذا ستفيدك عندما تكون بين يدي المولى عز وجل وتُسأل السؤال "من أين اكتسبتها؟" و"فيمَ أنفقتها؟"، هل ستقول "من تعبي وشقايا وسهر الليالي في خدمة الشعب؟"، وهل راتبك كرئيس دولة كان يسمح لك بأن تملك هذه المليارات؟.. أم أنك تعاملت مع بلدك باعتبارها تكية خاصة لك ولأولادك وحاشيتك تنهبون منها كيفما تشاءون؟
لا تكن مثل صديقك الهارب نصف المصري حسين سالم، الذي يتبع عملية رد جزء مما سرقه من بلده منًا وأذى، ويردد منذ 4 سنوات حديثًا مكررًا عن تنازله عن نصف ثروته لمصر، دون أن يفي بوعده حتى الآن، صديقك ورفيقك في لعبة الإسكواش هارب ومصريته منقوصة، أما أنت فمصري خالص ولم تهرب، وأعلنت أنك عشت وستموت على أرض مصر، ولو فعلتها سيذكر لك التاريخ أنك استعدت أموالك المهربة لبلدك، ولا تخجل من الاعتذار للمصريين، ولا تستحِ من الاعتراف بأنك قمت بتحويل المليارات إلى بنوك خارجية قبل وبعد ثورة يناير.
أنت يا أبو علاء تعيش في المستشفى الآن عيشة البسطاء، ولن ترفل بنعيم الملايين كما كنت في السابق رئيسا تهتز لإشارة إصبعيه دولة كاملة، أنت الآن مواطن، ولن تفيدك المليارات، بل ستفيد في تخفيف المعاناة عن الشعب، وستخدم الدولة في أحد المشروعات العملاقة التي ينتظرها المصريون، ماذا لو قضى الأجل ورحلت عن هذه الحياة وبقيت هذه الأموال في الخارج؟، لن تستفيد منها أنت ولا بلدك، كما أن أحفادك لن يستفيدوا منها أكثر من استفادة الشعب المطحون، ولا تربط هذا الأمر بمصير محاكمتك المملة سواء بالبراءة أو الإدانة، فتلك قضية كلنا نعلم أن لها حسابات أخرى.
أذكرك يا أبو علاء بأنه بعد وفاة الزعيم عبد الناصر، بحثت الأجهزة الرسمية عن أموال باسمه في الخارج فلم تجد شيئا، وأنه استبدل من معاشه الشهري مبلغ 35 جنيها لتجهيز زيجات ابنتيه، وكان في جيبه يوم رحيله في 28 سبتمبر 1970، مبلغ 84 جنيها، وترك الدنيا وأسرته لا تملك مسكنًا خاصًا، وليس لزوجته دخل خاص غير معاشها من زوجها الراحل.
يا أبو علاء، لقد حصلت على فرص عديدة للحديث والدفاع عن نفسك بعد ثورة يناير 2011، ومنها تلك المرافعة الشهيرة أثناء محاكمتك التي تحولت إلى كلمة للتاريخ، لكنك لم تقترب من قضية المليارات التي هربتها أنت وأولادك، وها هي تصريحات المسئول السويسري تؤكد أن هناك بالفعل أموالا مهربة، فهل تفعلها وتمحو بها بعض خطاياك قبل فوات الأوان؟
نقلا عن vetogate.com
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع