مينا ملاك عازر
أشعر بالكثير من الامتنان حيال رجال الجيش المصري، وحين يتحدثون أرهف السمع لهم ولكلماتهم، فهم يدققون في تعبيراتهم ويتبارون مع رجال الدبلوماسية المصرية في اختيار التعبيرات الدقيقة، فما أن عرفت بالحوار مع اللواء وليد النمر أحد قادة المخابرات الحربية إلا وقرأته وباهتمام بالغ لكي

أعرف الكثير، فوجدته يتذكر معلومات دقيقة لكنه لا يَذكر اسماء، وهي دقة وحرفية في آن واحد، اللواء النمر يدرك تماماً أن الاسم لا يُذكر إلا وبدليل، الاسم لا يعلن عنه إلا في الموعد المناسب، يدرك أنه لا يجوز حتى الإشارة للمعلومات التي كان يريدها الإخوان، فقط يصنفها أنها كانت تصنف تحت بند الأمن القومي، هو مدرك تماماً خطورة أي تلميح أو تصريح.
 

وجدته يتذكر المواقف جيداً، وهذا طبيعي لرجل يعمل بالمخابرات الحربية لكنه أثناء حديثه أشار إلى اختراق حماس للسجون، ووجود قناصة فوق الأسطح بميدان التحرير، وروى القصة الشهيرة الخاصة باللواء الرويني الذي قال للبلتاجي أنه إن لم ينزل هؤلاء الرجال سيطلع هو وينزلهم، وهذا رائع لكن سيادة اللواء الذي يتذكر هذا لم يذكر لنا، كيف اخترقت حماس حدودنا الشرقية؟ وأين كانت المخابرات الحربية آنذاك؟ وهي المسؤولة عن تلك المنطقة.
 

ثم عاد سيادة اللواء وأكد أن من نفذوا مذبحة رفح هربوا عبر الأنفاق لكنه لم يذكر لنا أين كانت المخابرات الحربية وقتها؟ وماذا كان موقفها؟ ولماذا لم تكن المعلومات متوافرة قبل هذه العملية ضد جنودنا خاصةً وأنها وقعت في نطاق سيطرتها وعملها، وأنا واثق أنها تعمل وتقوم بدورها على أحسن ما يرام.
 

أخيراً، سيادة اللواء وليد النمر أكد أن الجيش المصري لا ينفذ أوامر لا تتفق ومصلحة أمن البلاد، إذن لماذا لم تستمر العملية نسر ضد قتلة جنودنا؟ وإن كان القتلة هربوا لغزة فكيف هربوا؟ ولماذا لم تستمر العملية ضد من ساعدوهم  على أرض مصر؟ ولماذا لم ينهي الجيش على الأنفاق التي عبر من خلالها القتلى لتنفيذ جرائمهم؟بينما يقول أن مرسى لم يمنعه ، أم أن الجيش توقف لسبب آخر لم تذكره لنا سيادة اللواء!؟.
 

أخيراً، أقدر سيادة اللواء وأعرف أنه ليس كل ما يُعرف يُقال، ولكن في بعض الأحيان نحتاج لتوضيحات لكي تطمئن قلوبنا، فهل من مزيد من المعلومات لتتضح الصورة سيادة اللواء، ويا أيها السادة القائمون على المخابرات الحربية في البلاد تحياتي، ورمضان كريم.