الحركة التف حولها أكثر من 22 مليون مصري..
وفشلت في إنشاء "جريدة" و"حزب سياسي"
الانشقاقات السياسية تعصف بالحركة من الداخل
كتب – نعيم يوسف
رسالة قصيرة.. "شكرا لتمردك"
"شكراً لتمردك .... بفضلك لقد نجحت ثورة ٦/٣٠".. رسالة قصيرة تجدها في صدارة موقع حركة "تمرد"، بعد عامين من ثورة الثلاثين من يونيو، تلخص دور الحركة و"المتمردين الذين أيدوها" في الثورة الثلاثين، والتي أطاحت بنظام جماعة الإخوان المسلمين، ومشروعهم في الحكم.
الانطلاقة الأولى من ميدان الثورة
يوم الجمعة الموافق 26 أبريل من عام 2013م، انطلقت حركة "تمرد" من ميدان التحرير بوسط العاصمة، ووضعت برنامجا زمنيا لجمع توقيعات على استمارات للتمرد على أن تنتهي منه في الثلاثين من يونيو في نفس العام، وقد تمكنت في أول أسبوع فقط من جمع 200 ألف توقيع، فيما أعلنوا عن جمع 2 مليون و29 ألفاً و592 استمارة توقيع بعد أسبوعين فقط من انطلاق الحركة.
أسباب التمرد
دعت الحركة –في استمارتها- إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وإنهاء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، بعد عام واحد من توليه الحكم، لافتة إلى أن ذلك "ثورة ضد الظلم والتهميش، وتردى الأوضاع والخدمات، وضياع كرامة المواطنين، وحقوق الفقراء والمساكين وشهداء 25 يناير".
تأييد شعبي وسياسي كبير
تنبهت الحركات السياسية وبعض الأحزاب لأهمية الحركة في مثل هذا التوقيت، وأعلنت معظم الحركات السياسية –ماعدا المؤيدة لجماعة الإخوان- تأييدها للحركة، بل تسابقت في جمع أكبر عدد من التوقيعات، ما دفع الحركة قبيل الثلاثين من يونيو للإعلان في مؤتمر صحفي على لسان متحدثها وأحد مؤسسيها محمود بدر عن جمع ما يزيد عن 22 مليون توقيع، داعين الموقعين على الاستمارات إلى النزول في الميادين والشوارع وأسفل منازلهم للاحتجاج على النظام الإخواني والمطالبة برحيله، وهو ما تم بالفعل حيث نزل عددا قدره البعض بأنه أكثر بكثير من الموقعين على الاستمارات.
اتهامات سياسية
واجهت الحركة العديد من الاتهامات منذ بدايتها حيث قوبلت من جماعة الإخوان بحالة من الشجب والاستنكار واتهمتها بالتحريض على العنف والتحالف مع فلول الحزب الوطني السابق، وعقب نجاح الثورة تم اتهام بعض أعضاءها بالفساد وتلقي تمويلات من رموز النظام السابق.
نسخ عربية
نجاح الحركة في الإطاحة بحكم جماعة الإخوان المسلمين، بتأييد شعبي جارف، وانضمام الجيش والشرطة لها، شجع على القيام بحركات مماثلة في "تونس"، و"السودان" و"فلسطين" "والمغرب" و"البحرين"، إلا أن واحدة منها لم تنجح في الإطاحة بحكامهم.
السياسة تفرق الحركة التي اجتمع حولها المصريون
السياسة فرقت الحركة التي التف حولها المصريون.. حيث تعرضت الحركة لعدة أزمات بسبب السياسة، أولها طموحها في تكوين حزب سياسي، الأمر الذي انقسمت فيه الحركة إلى ثلاثة أسقام، أحدهما يرى ضرورة إنشاء الحزب، والأخر يرفض، وقسم ثالث يحاول إنشاء حركات شبابية جديدة، ولكن المحكمة حسمت هذا الأمر برفض تكوين حزب سياسي للحركة، بحكم "بات" لا يجوز الطعن عليه.
أزمات تعصف بوحدة الحركة
تسبب إعلان تأييد بعض أعضاء الحركة للمشير عبدالفتاح السيسي، خلال ترشحه للانتخابات الرئاسية، بينما أيد أخرون المرشح حمدين صباحي، في انقسام الحركة، وتبادل الاتهامات والشتائم عبر وسائل الاعلام، بينما بقى فريق ثالث من الحركة يرى ضرورة البقاء على عليها كـ"أداة ثورية" تعبر عن آمال وطموحات الشعب المصري، دون الخوض في دهاليز السياسية.
حلم الجريدة
سعى مؤسسي الحركة إلى إصدار جريدة يومية باسم "تمرد" وظلت تبحث عن ممول للجريدة، وأعلنت عبر موقعها الإلكتروني أنه في حالة عدم وجود ذلك ستتجه للاكتتاب الشعبي، لتكون تجربة رائدة في ذلك.وأضاف أنه تم الانتهاء من إعداد الميزانية الخاصة بالجريدة، إلا أنه حتى الآن لم تصدر على الرغم من مرور عامين على نجاح الثورة.