الأقباط متحدون - رُدَّ سيفَكَ
أخر تحديث ٠٠:٣٣ | الخميس ٢ يوليو ٢٠١٥ | ٢٥بؤونه ١٧٣١ ش | العدد ٣٦٠٩السنة التاسعه
إغلاق تصغير

شريط الأخبار

رُدَّ سيفَكَ

بقلم : زهير دعيم 
     " رُدّ سيفك إلى مكانه ، لأنّ كلّ الذين يأخذون بالسّيف ، بالسّيف يهلكون"...
 
في بستان الحياة الأجمل المُزنّر بالسّلام ، تخضرّ النفوس وتُزهر الأرواح كما السّوسن السابحة أقدامها العارية بمياه الشلال.
 
في بستان السلام الهامس ، تسكن الطمأنينة وتستظلّ تحت كَنَف الشّابّ الجليليّ .
 
على مدرج السلام تسيل الألحان عذابًا من أغنية : " أحبّوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم...." فترتلها الأجواء وتتنفسها الخليقة عطرًا شذيًا.
 
رُدَّ سيفك يا بطرس ، فالسّيف جارح ، مؤلم ، لا يليق بعهدٍ جديد تاجه الفداء وإكليله النعمة.
 
رُدّ سيفك وبلسم الجروح بمرهم المحبة ، وعلِّق الخطايا على "صليب العار" واهتف: الرحمة أعظم من الذبيحة واهمّ.
 
رُدّ سيفك يا بطرس وأنصت الى لحن الحياة المنبعث من كتاب الأزل والأبد " ما أجمل أقدام المُبشّرين بالسّلام ، المُبشّرين بالخيرات ".
 
رُدّ سيفك إلى غِمده ، بل اطرحه جانبًا ، فالصدأ أوْلى به.
 
ويهدأ صيّاد السمك ، يهدأ ابن كفر ناحوم ، الذي عارك العاصفة والموجات الشّقيّات ....يهدأ فهو في حضرة الملك ؛ ربّ السّلام ...في حضرة من صنع السلام وتنفّسه وجبله ولوّنه ونثره أقحوانًا على تلال الدّنيا وجبالها.
 
يهدأ الصّيّاد وهو يرى العريس الجليليّ ، وبيده الحانية ، الشّافية ، يعيد أذن ملخس إلى مكانها كأمهر طبيب .
 
يهدأ الصّيّاد الخشن ، الذي آمن إلى سنوات مضت بـ " السّنّ بالسّن والعين بالعين " 
 
يهدأ الصيّاد الذي اعتقد قبل أكثر من ثلاث سنوات بأنّه من الشعب العظيم ومن خير أمّة ، وأنّ الباقين غرباء!!
 
سلامي أعطيكم ، ليس كما يعطيكم العالم ...تدغدغ هذه الكلمات يا يسوع جنبات الشرق وثنايا الغرب ، فتسجد النفوس في محراب الأمل ، وتنظر إلى فوق وهي تهدر : ماران آثا ..الربّ قريب.
 
سلام العالم يا يسوع مُزيّف ، باهت ، يقطر دمًا وينفث حِقدًا ، ويتلفّع بالتزلّف ، تماما كما الصلاة يا سيّد ، صلاة الفرّيسيين وغيرهم ، التي فقدت بريقها ، وغدت "فُرجةً " في الملاعب ومواسم الأفراح.
 
رُدَّ سيفَك يا بطرس وأطمئن ، فأنت في حضرة الإله الحيّ.
 
رًدّ سيفك وأصنع سلامًا ، وازرع محبة ، فتحصد طمأنينة وتقطف ملكوت الحياة.

More Delicious Digg Email This
Facebook Google My Space Twitter