* د. ميشيل فهمي
غباء الإرهاب ضد مصر ، والذي تمثل في تفجير سيارة مُفخخٓةّ شديدة الإنفجار بجوار مبني مركز ثقافي ، كان يُسْتخدم كقنصلية لإيطاليا ، وفي توقيت القاهرة نائمة فيه تماماً ، حيث تم في الساعة الــ ٦،٢٥ من صباح يوم من أيام شهر رمضان ، الذي لا تستيقظ فيه القاهرة قبل العاشرة بأي حال من الأحوال ، هذا الغباء الظاهر يفرض سؤال حتمي ، هو :
عملية خطيرة كهذه علي الإرهابيين ، ومُكلفِةّ معنوياً ومالياً لِمنّ يمولونهم .. ماذا كانوا يستهدفون بها ؟
لأنها عملية فاشلة تماماً من حيث :
* تحقيق نتائج واقعية من عمليات التفجيرات ، فالضحايا شهيد مدني واحد ، و١٠ مصابين إصابات ما بين المتوسطة والخفيفة ، وأضرار مادية ليست بالضخامة التي تتساوي وحجم الإنفجار .. وكل هذا لا يتساوي ولا واحد علي مائة مع حجم المتفجرات والإنفجار وعِظٓمّ
المخاطرة علي الإرهابيين ،
* وكما يٓدعيّ البعض أن هدف الإنفجار هو تنفيذ الإرهاب تهديداته السابقة من غزوٌ روما ، وأنهم حذروا السفارات الأجنبية من التعامل مع الدولة المصرية ، وأنهم بهذه العملية الفاشلة قد نفذوا تهديداتهم !
فهذا إدعاء كاذب تماماً ، فتنظيم " داعش " أو
ً" واطش " الرهيب القوي كرتونياً ، لو كان له وجود في مصرنا كما يدعي هو وإعلامنا معه ، لكان أمامه مبني السفارة الإيطالية بكورنيش النيل العظيم بعاصمة مصر القاهرة " للأعداء " ، أم غباء التنظيم وقادته أعماهم عن ذلك ، أم أنهم واعوه وعارفوه .. لكن قدرتهم وجُبنهم وشرطة مصر الباسلة أرهبتهم من الإقتراب مجرد الإقتراب من مبني السفارة ؟
* ويدعي البعض الآخر ، أن هدف الإنفجار الإعلامي هذا هو إحداث شرخ عميق في العلاقات بين مصر وإيطاليا لتدعيمها ومساندتها للدولة المصرية في كافة المجالات ، لكن ما حدث دحض هذه الإدعاءات والمزاعم ، فما حدث فاق كل المُتوقعّ في المجال الدبلوماسي ، أو الخيال السياسي في العلاقات بين الدول ، قامت الحكومة الإيطالية بمثل غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الدول ، فالمتوقع - كما ظن الإرهاب الغبي - أن تستدعي الحكومة الإيطالية سفير مصر في روما وتحتج علي عدم حماية ممتلكاتها ، لكن بادرت إيطاليا بإيفاد وزير خارجيتها الي مصر بعد ساعات من حدوث الإنفجار الإعلامي علي القنصلية وتقابل مع وزير الخارجية المصري ورئيس الجمهورية ، ناقلاً مُساندة ودعم الحكومة الإيطالية لمصر في محاربتها للإرهاب وأن مثل هذا التفجير لـــــن يرهبنا أو يُوقِفّ دعمنا لمصر .
أرادت قناة العدو الفضائية " الجزيرة " الإصطياد في الماء العكر وإستغلال هذا الإنفجار فسارعت لإجراء حديث مع رئيس وزرا ء إيطاليا ، فتلقي عالم الإرهاب الإخواني الداعشي العالمي صفعة لن يفيق منهـــا ، حيث صرح ماتيو رينزي بالآتي نصاً :
(( إن الرئيس السيسي قائد عظيم، ففي هذه اللحظة، مصر لايمكن حمايتها إلا من خلال قيادة السيسي .
وأضاف رينزي " أنا فخور لأنني صديق السيسي ، وسأدعمه في طريقه نحو السلام ، لان موقف مصر حاسم للغاية في منطقة البحر المتوسط التي لن تعيش بدون مصر في سلام " .
وأعتقد أنه بعد الكثير من الأزمات والجدل والتوترات ، في النهاية استثمرت مصر في المستقبل عبر قيادة الرئيس السيسي ، من الواضح ، انه طريق طويل ، وصعب ، ونحن في حاجة الى الكثير من الجهد لدعم هذه العملية . ))
وكان رينزي قد تحدث هاتفيا مع الرئيس السيسي عقب الانفجار مُباشرة مُكرراً نفس المعاني
هذه هي النتيجة الواقعية للإنفجار الإعلامي الذي حدث للقنصلية الإيطاليـــــة ، ولا تعليق .
ولتحيا مصر في مواجهة الإرهاب ، وليسقط رجــال الإعلام والصحفيين الْعُمَلاء .