«حسبى الله ونعم الوكيل».. لم يجد السيد مصطفى حسن، الذى يرقد على أحد الأسرة بمستشفى بنها الجامعى، كلمات أخرى ليبدأ بها رواية المأساة التى تعرض لها، بعد أن أجبرته قوة أمنية تابعة لمركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية، على الخروج معها بالسيارة الميكروباص التى يعمل عليها، فى حملة أمنية لمداهمة إحدى العصابات، منذ أسبوعين، واضطر السائق للسمع والطاعة، وشارك فى الحملة، لكنه خرج منها مصاباً بإصابات خطيرة كادت تودى بحياته، إثر إصابته بطلق نارى، أسفر عن تهتك فى الحبل الشوكى ومنطقة الرئة، فضلاً عن التلفيات التى أصابت سيارته، مصدر رزقه الوحيد. لم تنتهِ مأساة «السيد»، 27 عاماً، الذى ينتمى لإحدى الأسر البسيطة بإحدى قرى بنها، عند هذا الحد، ويستطرد قائلاً: «الناس دول أخذونى غصب عنى، واتضربت بالنار، وبعدها لا رضيوا يعملوا لى عملية ولا رضيوا يعوضونى، وحالتى بتسوء يوم عن يوم، والأصعب من كده إن المستشفى عايزة تخرجنى قبل ما أتعالج»، مضيفاً: «عايز المسئولين يسمعوا صوتى، أنا غلبان، وكل اللى عاوزه أرجع أمشى على رجلى زى بقية الشباب».
التقرير الطبى الذى أصدره مستشفى «بنها الجامعى»، يشير إلى إصابة «السيد» بطلق نارى تسبب له فى شلل نصفى وكدمات بالرئتين. «هيثم» الصديق المقرب لـ«السيد»، الذى يقيم معه، أوضح أنهم لجأوا لتحرير محضر فى نيابة بنها بالواقعة، فور قدومهم إلى المستشفى، حمل رقم 395 لسنة 2015 جنح بنها، موضحاً: «ما حدش فى المستشفى بيديله علاج، والحالة كل يوم بتبقى أسوأ، وآخر حاجة قالوها لينا إنهم عايزين يخرجوه، وقال: «زاروه مرة واحدة عشان يطمنوا إنه عايش».