الرماية في اسطنبول | الاربعاء ١٢ اغسطس ٢٠١٥ -
٠٠:
١٢ ص +02:00 EET
صورة تعبيرية
مينا ملاك عازر
يقول الشاعر اعلمه الرماية كل يوم فلما اشتد ساعده رماني، وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافية هجاني، أعلمه الفتوة كل وقت فلما طَرَّ شاربه جفاني، ويبدو أن ما قاله الشاعر صحيح فكثير ما حدث ذلك ولماذا نذهب بعيد والمثل قريب ففي بلادنا فما أن اشتد ساعد تنظيم القاعدة في مصر صار الرئيس
الإخواني مرسي يأخذ منهم الأوامر والتهديدات دون أن يفتح فمه وهو الذي فتح لهم مصر ليرتعوا بها، وسيناء ليأووا بها هددوه بألا يعتذر للأقباط لحصار الكاتدرائية وإطلاق النار عليها بحسب الوثائق المنشورة من مكالماته مع الظواهري.
ليس هذا هو المثل الوحيد لكنه الأقرب لنا مكاناً أما الأقرب لنا زماناً هي تلك الحالة التي تعيشها إسطنبول منذ أمس والله أعلم إلى متى ستستمر من بدء تنظيم داعش الرماية في إسطنبول إذ رمى القنصلية الأمريكية هناك بنيران أسلحته ثم رمى مركزاً للأمن في اسطنبول بسيارة مفخخة، أفهم تماماً أنه من الوارد أن يكن الأكراد هم الذين يقفون وراء تلك العملية الأخير بالذات، خاصةً وأنهم أسقطوا ستة وعشرين قتيل في صفوف الجيش والشرطة رداً على هجمات
الديكتاتور التركي أردوغان ضدهم، تلك الهجمات التي بدأ يشنها بالتزامن مع هجمات شنها هو أيضاً على داعش وكأنه صعب عليه أن يفعل خيراً للنهاية فقرر أن يصيب هؤلاء أيضاً، وكانت غاراته التي شنها على الأكراد موجهة لهم فيما خارج حدوده أي نفذها في العراق وكأن ذلك من حقه في حين أنه لم يكن من حق مصر أن تنفذ غارات ضد داعش ليبيا لانتقامها من قتل داعش لعشرين شهيد مصري!!!.
نعود لمن اشتد ساعدهم فرموا القنصلية الأمريكية ولمن فجروا مركزاً للشرطة بسيارة مفخخة أنا لا أستبعد أن من نفذ هجوم القنصلية هو تنظيم داعش، ويبقى منفذ عملية مركز الشرطة حائر بين الأكراد وداعش وأن كنت أميل لداعش فالفكر الانتحاري فكر داعشي واضح لا جدال فيه، لكن ولما لا يكون الأكراد فعلوها.
لقد جن أردوغان حين رأى رابع أقوى حزب في مجلس النواب التركي حزب كردي، هاج أردوغان الذي كان يستقبل رئيس أقليم كردستان العراق في بلاده مسعود برزاني ويتجولان معاً ويؤكدان أن الأكراد قد نبذوا العنف بأوامر من عبد الله أوجولان السجين الكردي الأشهر بالسجون التركية، لكن أردوغان انقلب عليهم وقتل من حزب العمال الكردستاني بالعراق حوالي أربع مئة عنصر وأصاب منهم قرابة نفس الرقم خلال غراته على أقليم كردستان العراق.
داعش التي أواها أردوغان ورباها ونماها ومدها بالسلاح والغذاء والأفراد إذ سهل وصول الأفراد لها وأوصلهم للحدود السورية بأمان انقلبت عليه، تنفذ هجمات ضد أردوغان الذي انفضح أمام العالم كله بتواطؤه المكشوف والمفضوح مع الإرهابيين بعد أن أمسكوا مراكب سلاح موجهة لليبيا، وقصف الليبيين مراكب محملة بالسلاح قرب سواحلهم والإمساك بشاحنات سلاح موجهة لسوريا، أصبح الآن في مواجهة مع داعش بعد أن فتح قاعدة أنجرليك الجوية
ليستخدمها التحالف الدولي ضد داعش لشن غاراته عليهم فهل يستطع مربي الثعابين ومرود الأسود ومدربها أن يتجنب أذاها، أم أنهم سيفترسونه وبلاده؟ ويخسر رخاءه الاقتصادي والنمو السياحي هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة إن عشنا وكان لنا عمر.